جاور الزعيم
تسعد
حرص النجم العالمي براد بيت، والمخرج ديفيد فينشر، على تضمين وصف “دراما خيالي” على رائعة “بنجامين بنتن” في عام 2008م، فلن تكون قصة ولادة طفل “عجوز”، وعندما يبلغ الستين من عمره يعود شابًا صغيرًا فرضيعًا، محببة فهي مخالفة للطبيعة البشرية، أو تدرج تحت بند “الأفلام الهندية”، ولكن الأمر في الهلال.. “حقيقة”..
النادي الذي بلغ الـ63 من عمره يحقق البطولة الـ60، بعد أن حسم لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.. إنجاز يستحق الوقوف احترامًا عند الرقم بدلًا من التقليل..
في كرة القدم، أندية محلية تغيب فترات طويلة عن منصات التتويج، وبعضها يعود والآخر يصارع على الهبوط.. النصر والاتحاد والأهلي والشباب والاتفاق عاشوا أيامًا ذهبية قبل أن يتراجعوا إلى الخلف، ومن ثم يتقدمون إلى الواجهة، وسرعان ما يختفون إلا الهلال مستثنى مما سبق..
في الوسط الرياضي قاعدة إن لم تكن محبًا للهلال فحتمًا ستكرهه، فلا مجال للوسطية مع الزعيم.. لا يلام المحبون في عشقهم، فهو مصدر سعادة بالنسبة لهم، ومن يدخل السرور إلى نفوسهم ومنازلهم وحتى وهو يهز موازنتهم بكثرة الولائم والكعكات والهدايا الخاصة، ولا يلام أيضًا الكارهون فلقد تعبوا لكثرة الصفعات الزرقاء التي قد تؤلم غيرهم ولكن صوتها يسمّع في آذانهم..
ندرك أن العواطف تتحزم “شارة القيادة” لدى الجماهير، لذا يخرج من يشكك في ألقاب الهلال ونزاهتها، ولكن العقلاء وهم قلّة ممن لم يتخذوا الهلال عشيقًا، ينصفونه، ويؤمنون بأنه الأفضل والأقوى ومن قارب إلى حد الكمال..
ليس الأمر متعلقًا بالجماهير “الكارهة” للهلال، فليس لديهم قدرة على التحكم بعواطفهم، ولكن ماذا عن بعض الصحافيين “خريجي جامعة المدرجات”، أليست لديهم القدرة على السيطرة في ما ينقلون إلى المتلقين والمتلقيات، ويكون المحتوى أكثر عقلانية وإنصافًا؟..
هؤلاء هم السبب في كون الهلال لا يحبذه الكثير من الجماهير المضادة، فلقد غذوا فيهم نظرية المؤامرة وأنه نادٍ مدعوم ومسنود، وأنه الأكثر صداقة مع قضاة الملاعب، رغم أن الواقع يقول إنه كأي نادٍ آخر.. الأخطاء التحكيمية له وعليه..
ولكن بدلًا من التنقيب عن زلات الهلال التي لم تسقطه، عليهم أن يفتشوا عن خلطاته “السرية”، لعلهم يعودون إلى منصات الذهب، فالجمهور حاليًا بات أكثر وعيًا، فلا تستطيع تغريدة صحافي أو غيره يحمل “الكره الأزرق” حجب سطوع الهلال حتى في وضح النهار، وأدعو مسيري الأندية أن يجاوروا الهلال ليس بالمكان ولكن بالفعل ليعرفوا وصفة الإنجاز.. “جاور الزعيم تسعد”.