2020-09-03 | 23:35 مقالات

هزيمة الفُصحى!

مشاركة الخبر      

- “بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: “إمبراطوريّات الكلمة” لنيقولاس أوستلر. ترجمة محمد توفيق البجيرمي. دار الكتاب العربي “بيروت”:
- الأجنحة:
كونفوشيوس: إنّ التّعلّم دون تفكير غير مفيد. أمّا التّفكير دون تعلّم فهو خطر!.
- ترنيمة:
كثير من الناس المبصرين لا يرون الكلمة..
وكثير من الناس السّامعين لا يسمعونها..
ومع ذلك فإنها تكشف نفسها لآخرين،
مثل عروس متألّقة تستسلم لزوجها!.
- شهادة المُتذكِّر:
من النادر أن يتمكّن المرء من الحصول على معلومات واضحة لا غموض فيها من شهادات المتذكّرين، فاستعادة الذّكرى هي عمل منظَّم مضبوط من إعادة التّخيّل!.
- رسالة الحكيم أحيقار:
يا بُنَيّ..، لا تُثرثر أكثر من اللازم وتتفوّه بكل كلمة تخطر ببالك، لأنّ عيون الناس وآذانهم في كل مكان مُدَرَّبَة على تلقّي ما يخرج من فمك، فاحذر أن يكون في ذلك هلاكك، وراقب فمك أكثر ممّا تراقب أيّ شيء!. وحَوْل ما تسمع عوِّدْ قلبك على قوّة التّحمّل!. فالكلمة كالطّيْر: إذا انطلق فلن يستطيع أحد الإمساك به!.
- وجاء ابن خلدون فكتب:
عندما يكون هناك تغيّر كلّي في الظروف. فكأنّ الخليقة كلّها قد تغيّرت، وكأنّ العالَم كلّه قد تحوّل، وكأنّه قد حدث خَلْق جديد!.
- الحضارة وزيت الزيتون:
..، فالحضارة، بعد كل شيء، قابلة لأن تكون جذّابة عندما ترتبط مع أشياء سارّة وممتعة مثل زيت الزّيتون و..!.
- الزّينة الحقيقيّة:
السّوارات لا تُزيّن الإنسان، ولا القلائد البرّاقة كالقمر،...، ولا أكاليل الورد قادرة على أن تُضيف ذرّة. إن زينة الإنسان الحقيقية الوحيدة هي الحفاظ على لغة كاملة: فالحُلِيّ لا بد أن تفنى، وما يخلد هو صقل اللغة الجميلة!. “بهارترهاري”.
- السندباد البحري:
من الصفات المعروفة عن السفن العربية أنها حتى العام 1500م، كانت أبدانها تُخاط معًا فلا تُلصَق بالمسامير أو الملاقط. فقصص السندباد البحري في “ألف ليلة وليلة” لها أساس قوي في حقائق التاريخ العربي، وقد كان السندباد تاجرًا بحريًّا أكثر من كونه بحّارًا!.
- تعليمات مصريّة:
كن محترِفًا في الكلام، فقد تُصبح قويًّا، فلسان الرجل سيف، والكلام فيه بسالة أكثر من أي قتال! “تعليمات للملك مريقار، باللغة المصريّة، القرن العشرين قبل الميلاد”!.
- أُم الدنيا وأُم الكُتّاب:
كان الكاتب المصري يُمثّل منذ أقدم الأزمنة الموثوقة ذروة الطموح. وهذا ما تؤكّده بشكل وفير أنواع النصوص التي كانت تُستنسخ في مدارس الكُتّاب:
“انظر، ليست هناك مهنة غير محكومة، إن الرجل المتعلِّم هو وحده الذي يملك نفسه”!. “ابدأ بالعمل وصِر كاتبًا، لأنك عندئذٍ ستكون قائدًا للرّجال”!. وفي هجاء الحِرَف، يتفاخر الكاتب: “لم أر نحّاتًا أُرسِل في سفارة، ولا سبّاك برونز يقود بعْثَة”!.
- خدعة حربيّة:
“اسرقوا الدّعائم، غيّروا الأعمدة”!.
إن هذا المبدأ الأساسي من “الخدع الحربية الستة والثلاثين” الصينيّة يُشير إلى أسلوب تخدير الخصم تدريجيًّا بحيث يشعر بثقة زائفة، ويظن أن هياكله التي يعتمد عليها لا تزال سليمة رغم أنها في الحقيقة تقوّضَتْ وخانته!.
- اللغة سعيدة:
اللغة سعيدة، فاتنة، كنبتة معترشة، فما هي العقول التي لا تكسبها؟!. “سوكتا. حكمة تقليدية”.
- مثلّث النُّدْرَة:
ثلاث نُدُرات من الوفرة: نُدْرة الكلمات الرقيقة، ونُدْرة الأبقار في المرج، ونُدْرة النّدامى!. “ثلاثيات إيرلندا”.
- هزيمة الفصحى:
حيثما كانت هناك مشاغبات، أو سُوق، فإنّ اللهجات المحليّة الدّارجة كانت تقف إلى جانبها القوّة العدديّة!.
- أغنية مكسيكيّة:
هل سأذهب، تمامًا مثل الزهور التي تذبل؟
هل سيصبح مجدي لا شيء ذات يوم؟
وهل ستكون شهرتي لا شيء في الأرض؟
أَفَلا تكون زهورًا على الأقل، وأغاني على الأقل؟!.
- ورطة الترجمة:
من الصعب نقل النّكهة الفرديّة لمواجهة لغة معيّنة لبيئة غريبة عنها!.