إنصاف أم أنصاف؟
- أظنّ، نعم، أنتَ كمبدع، أو كمفكِّر، وما لم تتعرّض لأي إقصاء، من أي نوع من أي درجة، فهذه شهادة بكامل دمغاتها اللازمة، على أنك لم تحرّك ساكنًا، ولم تأتِ بجديد!.
- أمّا المبدع، والمفكّر، فإنّ جزءًا من قَدَرِه، وقطعة من جسد مشواره، كأنها القلب في جسد الإنسان، تُحتّم عليه وجود درجة من درجات الشّقاء، برفضه والتّهكّم عليه واتّهامه، وأشكال أخرى عديدة من الإقصاء!.
- يطول زمن هذا الإقصاء أو يقصر، بحسب حظّه والزّمن!.
- لكن ولأنّ الإعلام التجاري، والتّجارة الإعلامية، يعرفان مثل هذه الحقيقة، فإنهما، وبهدف التشويش والتضليل، يُتيحان مجالًا، للأَنصاف لا للإنصاف!.
- يتيحان مجالًا لأنصاف المواهب، ولمن هم أقل من ذلك أحيانًا، فيصنعان منهم نماذج يؤكدان وجودها وأهميتها، بإقصاءات طفيفة، مصُطَنَعة، قبل الاعتراف لها بفضل!.
- مثل هذه الإقصاءات الوهميّة، تصنع أبطالًا من ورق، ونجومًا فُندقيّة!.
- وما أكثر هؤلاء الذين هم على استعداد وجاهزيّة دائمة لشَغل مثل هذه الأماكن الفارغة، والتي يتلاءم فراغها ويتناسب مع فراغ عقولهم، وربما قلوبهم أيضًا!.
- كل ما على هؤلاء هو تقديم شيء قليل من البجاحة، سواء في الحديث عن الدين أو السياسة أو الجنس، وأحيانًا عن الرياضة!.
- أو التعاطي بقلّة احتشام في كتابة قصة أو رواية، بهدف قلّة الاحتشام ذاتها ولا شيء آخر!. شرط أن تكون كل هذه التجاوزات “الأخلاقية بالدرجة الأولى ثم بغيرها من الدرجات” قابلة للتراجع عنها في وقت لاحق، أو لتبريرها بثرثرة كلاميّة مؤدّبة لكن جوفاء فيما بعد!.
- وهكذا يصيرون نجومًا وفي الواجهة!.