ممر «الأبطال»
وممرات «البطول»
في الوسط الرياضي “نقطة عمياء” لا تستطيع حتى “زرقاء اليمامة” مشاهدتها، تجمع المتناقضات، هنا أتطرق إلى كرة القدم بكل المنتمين لها، ولكن التركيز على الكثير من الإعلاميين الذين حولوا اللعبة الأكثر شعبية إلى الأشهر رياءً وكذبًا.
في الأيام الماضية، سلّطت كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الأضواء على تصريح خالد البلطان رئيس نادي الشباب، الذي أعلن عن إقامة ممر شرفي لأبطال دوري كأس محمد بن سلمان فريق الهلال، وتطرقه إلى نبذ التعصب، رغم أن الأمر بعيد عن ذلك.
إقامة ممر شرفي لا يلزمه الخروج إلى الإعلام للإعلان عنه، فهو أمر بديهي في عالم كرة القدم ومن الطقوس المتعارف عليها، ولا تخضع لقوانين منصوصة، كتبديل القمصان بين اللاعبين بعد الانتهاء من المباراة ما لم تتدخل منظمة الصحة العالمية لتوقف ذلك بسبب جائحة كورونا، أو تمزيق حارس المرمى الشباك بالمقص بعد تتويج فريقه باللقب، أو اللاعب الذي يستحوذ على الكرة عندما يسجل “هاتريك” ليحتفظ بها في منزله.
والسؤال.. هل يعقل أن يصرّح مسؤولو الأندية عن إقامة مثل تلك العادات في كرة القدم؟!.. والأدهى و”الأمر” من “الممر”، ما تناقله الكثير من الصحافيين الرياضيين ما بين مؤيدين ومعارضين لهذا الموضوع حتى بات المادة الدسمة في موادهم وذهبوا بنا بعيدًا، فتركوا إنجاز الهلال وتعاقدات النصر وخطر الاتحاد، وتطرقوا إلى الممر الشبابي، وكم تمنيت أنهم قدموا مادة جيدة حول تاريخه وفكرته ومن ابتدعه ولكن الزميلة ديما السائح أنقذت الموقف في تقرير جميل عبر برنامج “في المرمى”، فعرفنا بأن عمره أكثر من 2300 عام.
اصطف لاعبو الشباب على الجانبين وصفقوا للهلاليين لمدة 5 ثوان، وتصريح البلطان عن الممر أخذ أكثر من 6 دقائق، وفي البرامج أشبعوه طرحًا لعشرات الدقائق، فكان الإعلاميون يتحدثون حسب أهوائهم ومصالحهم.. فهل كان الأمر يستحق ذلك؟!
والمصيبة أن هناك صحافيون يدعون المثالية، دخلوا في موضوع الممر الشرفي بسخرية غير مبالين بشرف المهنة.
في الأيام ذاتها، التي كان فيها ممر الهلال مكتسحًا منصات الإعلام والتواصل كان هناك أبطال آخرون يقتحمون ممرات أوكار الفساد فيسقطون المجرمين، رجال الأمن البواسل يداهمون مصنعًا للخمور ولكن ليست المتعارف عليها، بل زادت العصابة على جريمتهم بغش “المتعاطين” بوضعها في “بطول” مختلفة وطبعوا عليها ملصقات لشركات كحول عالمية، تحوي على مواد خطرة ولكن يقظة رجال الأمن أوقعتهم.
التغطية الإعلامية التي واكبت القبض على العصابة في ممراتهم وأوكارهم، جاءت ضعيفة قياسًا بالممر الشبابي، لا نطلب من الصحافة الرياضية تغطية أمور من غير اختصاصهم ولكن على الأقل ألا يصنعوا من “الحبة” “قبة”.