عقوبات
كورونا
لم يشهد التاريخ الحديث أزمة أقسى وأعنف من “كورونا” التي أرهقت العالم وعطلت الحياة وحيرت العلماء والزعماء، واعترف الجميع بعجزهم أمام فيروس “كوفيد 19” الذي لا يرى بالمجهر العادي، فكان التحدي كبيراً أمام الجميع وبذلت كل دولة كافة جهودها لمواجهة الجائحة بفرض القيود والاحترازات الصحية التي تم ضبطها من خلال “عقوبات كورونا”.
فعرفنا للمرة الأولى عقوبة 10 آلاف ريال لمن يتجول أثناء فترة المنع، وتعايش الجميع مع منع السفر والتخالط والتقارب والمصافحة وغيرها من الاحترازات التي فرضتها الدولة بدافع الحرص على المواطن والمقيم، ولكن العقوبة الأكبر لم تكن قيمة المخالفة أو قيود الاحتراز، بل كانت الإصابة بالمرض والدخول في عزلة جبرية ومعاناة الأعراض أكبر “عقوبات كورونا”.
وعلى الصعيد الرياضي تم إلغاء وإيقاف وتأجيل وتعليق البطولات، وبعد عودتها كان الحرمان من الحضور الجماهيري، ففقدت الرياضة بعض متعتها، ولم تكتف الجائحة بذلك بل داهمت النجوم وأصابت كل من يهمل الاحترازات ولم تستثن أحداً سواء كان نجم التنس الأول “دجوكوفيتش” أو نجم كرة القدم “ديبالا”، وغيرهما الكثير لم ينج من “عقوبات كورونا”.
حتى صدم الوسط الرياضي بإصابة 6 من نجوم “زعيم آسيا” قبيل استئناف “دوري الأبطال”، فكانت بمثابة تعليق جرس إنذار قوي جداً يحذر الجميع من التهاون في تطبيق الاحترازات، وستكثر الروايات حول مسببات الإصابة التي أثق بأن إدارة “الهلال” الواعية ونجومه المحترفين سيتعاملون معها دون أن تؤثر على مسيرتهم في البطولة، وقد تمكن رجال “الزعيم” من الفوز بالمباراة المهمة والاقتراب من التأهل متجاوزين “عقوبات كورونا”.
تغريدة tweet:
“كورونا” لا يعترف بالمقامات ولا بالنجومية ولكنه يحترم من يحترمه ويلتزم بالاحترازات الواقية منه، وكأنه يقول لنا بكل تجرد: “من يلتزم يسلم بإذن الله ومن يتهاون يندم لا سمح الله”، وعلينا جميعاً أن نستوعب دروس الجائحة ونحن نعود إلى الحياة بشكل تدريجي، حيث عودة الموظفين لمكاتبهم وفتح الأسواق والمطارات بشكل جزئي، وعقد امتحانات طلاب الجامعات في كلياتهم وغيرها من القيود التي بدأت الدولة في فكها بشكل تدريجي، ويقيني أن الشهور الماضية كافية لزيادة جرعة الوعي لدى الجميع للتعامل مع مستجدات الجائحة بكل حذر رغم فك القيود، لأن العواقب ستكون وخيمة لكل من يتهاون بها، وعلى منصات الوعي والحذر نلتقي.