الهلال والنصر
يضعفان الدوري
على الرغم من أن ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين يعدان الأكثر متابعة وجماهيرية على صعيد العالم إلا أن قوتهما المفرطة منحتهما شهرة واسعة ولكن في الوقت ذاته أضعفت “اللايجا”، فانحصر اللقب بين الغريمين اللدودين، وبقية الأندية تقف “كومبارس”، حتى مع دخول “فرقة سيميوني” في الأعوام الأخيرة إلا أن ذلك لم يمنح الدوري وهجًا مختلفًا.
في المقابل، كسب الدوري الإنجليزي لقب الأقوى في العالم، ليس لوجود صفقات بالملايين كما هو الحال في الإيطالي أو الإسباني أو الألماني أو لكثرة المتابعين للأندية الجماهيرية، أو التعاقد مع لاعبين من فئة النجوم، ولكن لكثرة الأندية المتنافسة على تحقيق اللقب.
في الأعوام العشرين الأخيرة، مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول وتشيلسي ومانشستر سيتي وتوتنهام وليدز وغيرهم، بحثوا عن الكأس، ودنوا منه وحققوه، وتحمل كل جولة أكثر من مباراة ممتعة، بعكس الدوريات الأخرى التي تتنافس الأندية الكبيرة على التسجيل أكثر في مرمى الخصوم.
وفي الدوري السعودي، الذي انطلق أواخر السبعينيات الميلادية، كان يتنافس على اللقب أكثر من أربعة أندية، الهلال والنصر والاتفاق والأهلي، وبعد حلول التسعينيات دخل الشباب والاتحاد إلى حلبة المنافسة بعد أن انسحب “إتي الشرقية”، واستمر الوضع لأعوام طويلة، فمنح الدوري السعودي حينها لقب أفضل دوري عربي، بل قاري نظرًا لكثرة الأندية المتسابقة على البطولة.
كانت الأندية في وقت سابق تهتم بنوعية اللاعبين المميزين، وتعمل على تحقيق المعادلة الأصعب، وهي الحصول على لاعبين موهوبين بأقل الأثمان وتحقيق اللقب، كما فعل الفتح، فكان للدوري السعودي مذاقه الخاص، وقوته وتأثيره، فأصبحنا نشبه بالإنجليز كرويًا فلا تعرف أي نادٍ سيحقق اللقب.
في العامين الماضيين، اختلفت الأوضاع في دورينا وبتنا أقرب إلى الإسبان، فالهلال والنصر فقط هما من يتنافس وبقية الأندية تأخذ موقف “المتفرج”.
ليس ذنب الهلال والنصر أنهما نجحا في التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب مميزين أو اهتموا بمفهوم تطوير الفريق الأول، في الوقت الذي دخلت فيه أندية عدة في صراعات جانبية أضعفت راكلي الكرة في ملاعبها.
الأزرق والأصفر بعيدان عن البقية فنيًا، وفي الموسم الجديد سيتنافسان على من يسجل أكثر في شباك الخصوم، ما لم يتحرك صانعو القرار فيها ويعملون بجد ليعودوا إلى الواجهة من جديد بدلًا من دور “الكومبارس” الذي يؤدونه ويضعف الدوري
نريد دوريًا قويًا، فالأهلي والاتحاد والشباب والاتفاق قادرون على إعادة الوهج متى ما عرف مسيروها طريق العودة.. ولا عيب في سؤال الهلال أو النصر.