حفلة تفوت
ولا حد يموت
جاء قرار تخفيض عدد حضور الحفلات الغنائية في اليوم الوطني الـ90 للمملكة العربية السعودية، التي تنظمها روتانا في كل من العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية، وإعادة المبالغ للجمهور لدواعي احترازية بسبب جائحة كورونا في مكانه..
وتقول روتانا في بيانها: “بعد مراجعة الاحترازات الصحية وحرصًا منا على سلامة جمهورنا الحبيب، فقد تقرر تقليص عدد الحضور لحفلات اليوم الوطني، ونتمنى السلامة للجميع، وسيتم إعادة المبالغ المحصلة لقيمة التذاكر وفقًا للطرق التي تم الدفع بها”..
الحال ذاته ينطبق على شركة بينش مارك التي تنظم الحفلات في محافظة جدة، سارت على الخطى ذاتها..
فالترفيه لا يكون على حساب الصحة العامة، فهو حاجة ملحّة للأنفس ولكن الحفاظ عليها أهم..
فيروس كورونا لم يتجه إلى منافذنا البرية أو الجوية أو البحرية، ويلوح لنا بيديه مغادرًا، ولكنه لا يزال موجودًا، وكل ما تخلينا عن الإجراءات الاحترازية طاب له المقام بيننا..
المسارح التي تحتضن الحفلات الغنائية لا تقل مقاعدها عن خمسة آلاف شخص، وهذا الرقم لم نسمع عنه مجتمعًا منذ مارس الماضي، الذي شهدت السعودية فيه إغلاق المساجد والمدارس والجامعات والمدرجات وغيرها، إلى جانب المواقع الترفيهية والفعاليات..
نجحنا في الفترة الماضية في جعل الفيروس “منكسرًا” ويشعر بالخجل وهو بيننا بعد أن عدنا بحذر، ونجحنا في تطبيق التدابير الوقائية وسط متابعة الجهات المختصة، ولكن لا يزال كوفيد 19 ممسكًا بسلاحه ولم يسقطه، ومتى ما تهاونّا معه سيكشر عن أنيابه التي لن يقدر عليها حتى أسامة الدغيري مروض الحيوانات المفترسة..
تتبعت ردة فعل بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي بعد قرار تخفيض عدد الحضور للحفلات إلى عدد قليل جدًّا، فكان الكثير منهم معترضًا، مطالبين بفتح الأبواب لهم، غير مبالين بعواقب الأمور التي قد تحدث.. فهل يعقل أن حضور حفلة أهم من المحافظة على صحتنا أو من نحب؟
أحد الأصدقاء فقد شقيقه بسبب الفيروس بعد أن أبقاه لمدة أسبوعين في العناية المركزة، وكان وقع فقدانه كبيرًا على نفس صديقي وأبناء الراحل، وفي مكالمة مع صديقي لسؤاله عن أحواله وأهله، فأجاب بأن والدته تحت العناية المشددة منذ مدة طويلة وممنوع الاقتراب منها لإصابتها بالفيروس ذاته، اللهم احفظها واحفظ جميع البشرية من هذا المرض الذي لا يزال يهددنا..
ختامًا..
عودة حياتنا الطبيعية لا تكون على حساب سلب حياة الأبرياء..