نقاد «المثالية».. لا يخدعكم بياض أسنانهم
احترم كل صحافي واضح سخّر مهنته في الدفاع عن ناديه وتغطية أخباره، معترفًا بذلك، ولكن أتمنى مستقبلاً أن يكتب تحت اسمه مهتمًّا بشؤون نادي “سين” أو “صاد”، وهذا ليس عيبًا، فهناك صحافيون مختصون في شؤون البلديات وآخرون مهتمون في سوق الأسهم وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة..
ولكن المعيب ظهور بعض الصحافيين والنقاد الرياضيين في صورة “المثالية”، وهم أبعد ما يكون عنها، وهو ما أضر بالوسط الرياضي، فلم يكن “الغش” يومًا وسيلة للإصلاح أو التطوير مهما طالت مدته..
هؤلاء ممن يدعون المثالية مختبئون خلف ستار “الكلام المعسول” و”لغة الأرقام”، يلدغون دون أن تشعر بهم فلا يعرفهم سوى من منح نفسه لحظات للتفكير..
شواهد عدة تكشف حقيقتهم وأصغر مشجع يعرف مدى لؤمهم، ومن بين المواقف ما تعرض له عبد العزيز بغلف عضو شرف نادي النصر، إلى هجوم وإساءة بعيدة عن الروح الرياضية والإنسانية، كونه داعمًا لخزينة النادي في زمن ابتعد فيه الكثير من أعضاء الشرف إلى جانب حضوره من خلال المسؤولية الأجتماعية..
دخول رجال الأعمال إلى الرياضة ليس مغريًا، ولكن خروجهم منها سهل، فلن يتحملوا لسعات الدبابير، حتى إن كانوا يبذلون الغالي والنفيس فسيكونون أعداء رغم عدم خوضهم حربًا..
لا نبرر لأي شخص كان صحافيًّا أو غيره من الإساءة إلى رجل الأعمال لكونه فقط يدعم ناديًا منافسًا له، هنا تنزع الروح الرياضية وتختفي مبادئ الأخلاق النبيلة..
أكثر ما يدهشني في هذا الوسط “الغريب” أن النقاد مدعي “المثالية” ممن يخدعونك بجمال الحرف وقفوا صامتين أمام هذا الهجوم على بغلف، كونه فقط لا ينتمي إلى ناديهم، فأين العدل الذي يطالبون به؟ كوني قريبًا منهم أشاهدهم من خلف ستار، فهم يستنشقون التعصب ويخرجون “زفير الكراهية”، و”الساكت عن الحق شيطان أخرس”.. ولكن ماذا يسمى الساكت عن الإساءة والأخطاء ويقف متفرجًا وكأنه اللاعب الذي يتمنى خسارة فريقه لأنه لم يلعب..
الموقف ننبذه ذاته حتى لو حصل مع أحد أعضاء شرف الهلال أو الأهلي أو الشباب أو غيرها، فالخطأ لا يرضينا ويجب أن نتصدى له، والتجاوزات مرفوضة، ولا تكون الميول هي ما تجعلنا على وضعية “الصامت” أمام المواقف التي تستدعي حضورنا بشكل مثالي..
لذا لا يخدعكم الكثير من النقاد المثاليين في البرامج أو عبر حساباتهم الشخصية وإن ابتسموا، فنياب التعصب والكراهية تطل حتى لو أخفوها تحت ابتسامة “هوليوود”، وثوب “المثالية” الذي يرتدونه يخفي ملابس متسخة..