2020-10-22 | 02:07 مقالات

السكر في «القصيد» وليس «العصيد»

مشاركة الخبر      

أعداء الإنسان كثر، فمنهم من يتشكل على هيئة عوامل طبيعية ومناخية، وأخرى كائنات حيّة، ويستطيع الشخص تجنبها على قدر المستطاع، لكن هناك من يلبس عباءة الأصدقاء، ويستلذ بهم اللسان وهم أكبر عدو على الإنسان، ألا وهي بعض الأطعمة أو المشروبات التي برهنّ العلم ضررها بسبب مكوناتها..
يتصدر “السكر الأبيض” قائمة أعداء البشرية فهو يصطاد ضحاياه مبتسمين، وعندما تذكر لشخص أدمنه أنه ضار على الفور يرد عليك: “لا تبالغ، جرّب هذا الحلى وراح تدعي لي”.. وبعد أن تنفذ طلبه، تدعو له بالفعل في وقتها كونه لذيذًا، ولكن في المستقبل ستدعي عليه.
صديق يغيب ويعود، وفي كل مرة ألحظ فيه عدم التغير في وزنه وصحته جيدة وتركيزه الذهني عالٍ، وهو الشخص ذاته من 20 عامًا وأكثر، سألته السبب، فتوقعت أن يأخذ نصف يومي ليبلغني عن برامجه الغذائية واللياقية والصحية، ولكنه خالف ظنوني فكانت إجابته بسيطة: “قاطعت السكر”..
بحثت عن أضرار السكر فقرأت ما يجعل الشعر يميل إلى لونه، ومنها السمنة، ونقص الفيتامينات الأساسية ومشكلات قلبية وارتفاع نسبة السكر بالدم، والإصابة بمرض السكري والتأثير على مناعة الجسم مما يعرضه إلى الإصابة بالأمراض المختلفة وتسوس الأسنان والتهابات اللثة، وعسر الهضم وتلف الكلى وتقلب المزاج والشعور بالتوتر والإجهاد وامتصاص البروتين وفيتامين E من الجسم، وصحة الشعر وتساقطه والتأثير على الذاكرة والخرف والزهايمر والاكتئاب، وغيرها من الأضرار التي يفترض أن تكتب على الغلاف الخارجي أسوة بالدخان ومشروبات الطاقة.
سألت “جوجل” عن منافع السكر فرد بأنها موجودة فقط في الغزل والشعر، وأن أكبر فائدة له هو تجنبه.
نعم نقبل السكر في القصيدة وليس في العصيدة.. فلدينا أكلات شعبية لا تستقيم في أعين طهاتها إلا بالسكر، رغم أن هناك بدائل له.. لذا احذروا هذا العدو “الصديق”، فما أجمل اللسان عندما ينطق به، وما أخطره عندما يتذوقه.. فمرارته أشد من حلاوته.
آباؤكم وأبناؤكم وأحبابكم جنبوهم “السكر”.. أما أعداؤكم فأكرموهم بالحلى والسكريات.
وقفة
قبل أن أختم أطلب من الجميع الدعاء لوالدي الراقد على السرير الأبيض هذه الأيام، فلقد أجمع الأطباء على قرار بتر قدمه اليسرى بعد أن دهوّر داء السكري صحته، ولم يتخطَ الستين من عمره بعد، وأدعو الله أن يخرجه من المستشفى سليمًا معافًا ويعيننا سبحانه أن نكون عكازيّه.