جيوفينكو
ليس بيتروس
أراد الزملاء في برنامج “الديوانية” أن يكون تعليقهم على حديث محترف الهلال “جيوفينكو” فرصة مناسبة للتكفير عما ناله الحكم السعودي من إساءات وتجريح ومطالبات بعدم عودته لقيادة الدوري، ومحاضرات لكيفية ما يجب على المحترف الأجنبي أن يتمتع به من احترام لبلادنا ومجتمعه الرياضي.
أو عليه أن يعود إلى بلاده إن أراد غير مأسوف عليه، وهو حق أريد به الإضرار بآخر، أو التطهر من ذنب حتى لو بارتكاب مثله إلى حين ساعة طلب مغفرة؟!
لكن ما الذي قاله “جيوفينكو” مقابل مثلاً ما فعله، محترف النصر “بيتروس” قبل أسابيع، ولماذا استأثر حديث “جيوفينكو” بالوقوف عنده وبما جاء فيه من شجب واستنكار وإيحاء للجنة الانضباط بالتحرك، وكيف تم تمييع ما فعله “بيتروس” أو منع تناول فعلته على شناعتها وتحقق الإساءة فيها لرمزيتين عظيمتين، هل كان السبب دافعه ميول، أم عدم تقدير لحجم الفعلة، أم غير ذلك، أم ماذا؟!
من حيث المبدأ لا اختلاف أن كل ما طالب به الزملاء نتفق عليه، لكن ليس فقط ما يجب أن يكون عليه المحترفون الأجانب بل جميعنا، أيضًا ما طالب به “جيوفينكو” كان ولا يزال وسيظل يطالب به الجميع، وإذا كان قد قال إن ما يجري في مسألة استخدام تقنية الفيديو المساعدة “الفار”، بإنه هراء أو “كلام فاضي” فقد قيل في هذه التقنية، والقائمين عليها ما هو أسوأ ويدخل في حيز اتهامات تعمد وخيانة أمانة، وموعودون بسماعه وقراءته في المقبل من جولات.
أما لأن “جيوفينكو” رأى أن إساءة استخدام “الفار” من حيث عدم الدقة، أو التباين مع اللقطات، قد تجعل من يشاهدنا في أوروبا يستغرب، واعتبارها عدم احترام أو إساءة، فلماذا تم وصف القصة الشهيرة للحكم الإنجليزي “كلاتنبيرج” في مباراة التعاون والأهلي، في حينها بالمسيئة للدوري، وهو ما لا يختلف عن خشية “جيوفينكو” أن يحدث مثلها مرة أخرى، بغض النظر عن الشكل أو من يقود المباراة، إن كان حكما سعوديًّا أو أجنبيًّا.
كانت حساسية الزملاء الأعزاء جدًّا عالية تلك الأمسية، لدرجة عدم التفريق بين فداحة فعل من أشار للمراسل مودعًا قبل سبع ثوانٍ من انتهاء الترجمة، وبين فريق كامل لم يحضر منه أحد لتقديم اثنين منهم لجمهور المشاهدين، فظل “جيوفينكو” لا غير المخطئ الذي لم يحترم، وغيره لربما له عذر ونحن نلوم؟