للأهلاويين:
المقاتل يخاطبكم
الحديث بعد هدوء العاصفة يكون له وقع مختلف ورؤية مغايرة وطريقة تعامل غير تلك التي تأتي بعد الحدث مباشرة.
خسر الأهلي مباراة الوصول للنهائي ليس لأنه الأسوأ، ولكن لأنه كان الأقل حظًّا من منافسه.
لم تكن هناك فوارق فنية تذكر ولا أفضلية مطلقة للنصر على الأهلي ميدانيًّا أو عناصريًّا، ولكنها هي كرة القدم فيها تفاصيل صغيرة قد تنقلك من خانة الفوز إلى الخسارة دون أن تشعر.
في لقاء الكلاسيكو الكبير كان من الممكن أن يتحول المغضوب عليه مارين إلى بطل تلك الليلة لو استغل احدى الفرصتين اللتين سنحتا له، وكان بإمكان السومة أن ينقل فريقه للنهائي لو تعامل بشكل آخر مع الفرص التي واجه معها المرمى.
ولكنها كرة القدم أحيانًا تعطيك وجهها القبيح وأنت تنتظر منها غير ذلك.
في المجمل كان الأهلي جميلاً داخل الملعب وأصبح لديه شكل وهوية ستزداد تناغمًا بمرور الوقت منذ سنوات لم نشاهد الأهلي هكذا لاعبين مؤثرين في الملعب وبدلاء قادرين على صنع الإضافة على الدكة، وإدارة عملت بكل طاقتها حتى تصل به لهذه المرحلة.
كان فريقًا ثقيلاً فنيًّا خانه الانسجام الذي لم يكتمل وبعض التفاصيل الصغيرة في التبديلات من قبل المدرب.
لذلك، وحتى لا ننسف هذه الجمالية في لحظة غضب وألا نحبط هذا الفريق الذي تكون بعد صبر ثلاث سنوات، علينا أن نتعامل بواقعية وبعقلانية، وألا نكون سببًا في تفكيك هذه المنظومة بمطالبات قد تفتح أبوابًا يصعب سدها بعد ذلك.
علينا أن نكون عونًا له وليس عليه، وأن نثق بمدرب مختلف عن طابور من مدربين سبقوه وعن لاعبين يستطيعون صناعة الفارق إذا تناغم أداؤهم ومنحوا الوقت. وقبل كل ذلك علينا أن نستمع بعقل لما قاله الصربي فيسجا بعد اللقاء عبر منصته الإلكترونية. عندما قال: “هذه ليست النتيجة التي أردناها ولكن علينا أن ننظر للأمام، وأن نفوز بالمباراة القادمة علينا أن نقاتل حتى النهاية، المحاربون لا يفوزون دائمًا ولكنهم يقاتلون حتى النهاية”.
انتهت رسالة فيسجا وبدأت رسالتكم تجاه فريقكم، انتظروا الديربي فأمامكم ثلاث نقاط ومنافس يسعى لسداد فاتورة من كومة فواتير قد تنقص واحدة وقد تزيد أخرى. وهذه حكاية أخرى سنروي تفاصيلها في المقال القادم.