لا حكم
ولا VAR
منذ بدء الجائحة وصعوبات التنقل والطيران بدأنا نلمس عودة التحكيم المحلي لإدارة المباريات، مع عدد محدود من الأجانب، والآن مع إعادة الحكم المحلي التي أصبحت ضرورة، حيث لا يوجد دوري كرة قدم بالعالم لا يقوده حكام محليون.
الحكم جزء من المنظومة الرياضية ويجب أن نثق فيه وندعمه.. هرمنا ونحن نردد بأن الأخطاء جزء من اللعبة وأفضل الحكام أقلهم أخطاء.. لا يوجد حكم بلا أخطاء حتى حكام النخبة/ كأس العالم أخطاؤهم كارثية.. الحكم إنسان يخطئ ويصيب وليس ملاكًا، وما رأيناه مؤخرًا من حملات ضد الحكام ومحاولة التشكيك والتطاول عليهم أمر غير منطقي ولا مرغوب، ومع وجود تقنية VAR لم تسلم من ظنونهم السيئة، ما يؤثر سلبًا على أداء الحكم وينتج شخصًا مهزوزًا ضعيفًا شارد الذهن أثناء إدارة المباريات، بدليل نجاحه خارجيًّا قاريًّا ودوليًّا وفشله محليًّا، والإرهاب المعنوي الذي يتعرض له من مسؤولي بعض الأندية لتطويع قراراته لمصلحة ناديهم.. وأنا على قناعة بأن الفريق الكبير الذي يملك ثقافة بطولات وثقة بنفسه وإمكانياته لا يُسقط على الحكام، يعلم بأن الفشل حصيلة أسباب تراكمية مجتمعة، الحكم ربما جزء منها..
ومع التقنية الجديدة VAR من المضحك الرمي على أخطاء الحكام.. وفي بيان نادي القادسية الأخير تناول موضوع خوف بعض الأندية من تأثير الآخر على قرارات الحكام وأجواء المباريات مبكرًا نفسيًّا وذهنيًّا، تفريغ ذهن الحكم قبل إدارة المباريات مهم لنجاح مهمته، وعليه أن يقوي ثقته بنفسه ويعلم بأن عمله بالميدان هو ميزان الحكم عليه واستمراره كحكم لا التفكير بمحاولة إرضاء “س” أو “ص” من الأندية ومسؤوليها.. أنا مع المنتج المحلي لاعبًا مدربًا حكمًا، وبعضهم يستهين بمسألة السب والشتم والتطاول على الآخرين والدخول بالذمم من أجل كرة قدم قابلة لكل الاحتمالات، وهذا ما توارثته الأجيال من ظنون سيئة وسعت الهوة بين الحكم وبينهم، وأصبح مرمى للأخطاء والتقصير مع أن الأخطاء موجودة حتى مع الحكام الأجانب الذين أرهقوا خزينة المنظومة الرياضية بالكثير.. يجب أن نعيد الثقة بحكامنا وندعمهم فهم جزء من كرة القدم السعودية وسفراؤنا بالخارج، والأخطاء مع وجود الفار أصبحت أقل، اتحاد القدم دعم الحكام بالبرامج التطويرية والدورات واستقطاب الكوادر العالمية للجنة التحكيم، وعلى الحكم أن يدرك بأن الميدان وحده معيار الحكم على جودة العمل، لا محاولة إرضاء مسؤولي الأندية والإعلام والجمهور على حساب سمعته..