رائد التغيير..
وشفافية الوزير
في سنوات مضت، عندما نواجه نحن معشر الصحافيين وزيرًا في مناسبة، ننتظر اللحظة التي يغادر فيها لنحتشد حوله لتوجيه أسئلة ملأت أفواهنا، فيواجهنا موظفو العلاقات العامة والإعلام ليحذرونا من سؤال الوزير عن أي موضوع خارج عن المناسبة، فتعود الأسئلة لتضايق اللوزتين في حناجرنا..
في ذلك الزمن، كان من الصعب مواجهة الوزير في مؤتمر صحافي مفتوح لا قيود فيه على الأسئلة، حتى إن كانت وزارته مليئة بالإنجازات التي تحتاج فقط إلى ضغط زر على “كشّافه”، ليسلط الضوء على الأركان المظلمة لتنير دروب المواطنين، فكانت النظرة السابقة من قبل بعضهم للإعلام بأنه سلاح ذو حدّ واحد.. ومضرته أكثر من منفعته..
من يبحث عن التميّز في زمن ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، لينفرد بحوار مع الوزير عليه أن يطرق أبواب إدارات العلاقات العامة، وبعدها ينتظر أشهرًا فتأتيه الإجابة بالموافقة أو الرفض..
الغالبية من الوزراء يفضل الابتعاد رغم أنه من المفترض أن يواجه المجتمع ويتحدث بكل شفافية عن ما يستجد من عمل ومنجز في وزارته، ولا يكون مقتصرًا حديثه على مناسبة محددة..
كل ذلك يدرج تحت الفعل الناسخ “كان”، ولكن الآن اختلف الحال وذهب المحال.. وعند السؤال عن الحال لا نقول كما قال دايم السيف هذا هو الحال.. بل تغير.. وقتنا الراهن نعيش زمن الحزم والعزم، فأصبح المواطن شريكًا في الاطلاع على منجزات وطنه، فالوزير بات ملزمًا بالخروج عبر مؤتمر صحافي دوري للتواصل الحكومي بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ، يشارك فيه الوزراء ورؤساء الأجهزة الحكومية والهيئات.
نحسد هذا الجيل من الصحافيين والصحافيات في الميدان، فهم يعيشون في رغد ونعمة من المواد الصحافية، وألسنتهم توجه الأسئلة دون قيود أو حدود، فبيروقراطية بعض إدارات العلاقات العامة والإعلام اختفت..
استمتعنا كثيرًا بعقد المؤتمر الصحفي الدوري للتواصل الحكومي الأول الذي ظهر فيه وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي، الذي أوضح أن المؤتمر سيعقد دوريًّا، بهدف رفع مستوى التواصل وتعزيز الشفافية والانفتاح على الإعلام، وإبراز القرارات الحكومية، وإنجازات رؤية المملكة 2030. الدكتور القصبي تحدث بكل وضوح وأريحية، والأسئلة تنهمر عليه مثل المطر، لكنه مستمتع بالإجابات عليها، دون أن يستخدم مظلات تحميه منها، فخرجنا بحصيلة كبرى من المستجدات التي تبعث البهجة وتدخل السرور إلى نفوس كل منتمٍ إلى هذا الوطن الغالي..
فشكرًا ولي العهد ورائد التغيير لإيمانك بأن المواطن والمواطنة لهم الحق في الوصول إلى المعلومة الصحيحة، وتأصيل مبدأ الشفافية والوضوح.