هلال «ما يشبع» وخصوم «ما تقنع»!
كرة القدم علم والبطولات “صناعة” ذاتية بمقاييس عالية الجودة لا تأتي بقوة ولا “بعنجهية” بل من اتحاد عناصر/ مقومات حيوية عدة بعضها مع بعض لإنتاج منتج إيجابي ناجح ومميز “البطولات”. كرة القدم ليست حربًا ولا ثأرًا بل عطاء بالملعب لتحقيق الأهداف وأداء الواجبات بعيدًا عن حسابات الكرة والثأر ورد الدين، فهذه المشاعر السلبية من شأنها التأثير على أصحابها أكثر من الخصم نفسه فهم أول من سيحترق بنارها!
الفوضى والارتباك والخلافات لا تصنع بطولات، بل يصنعها الانسجام/ الهارموني والاجتماع على قلب رجل واحد لهدف وغاية واحدة. وكل مرة أكتب عن إنجاز للهلال أجدني أستعين بالعبارات/ مقومات النجاح ذاتها؛ ثقافة البطولات، بيئة الهلال الجاذبة، حتى أصبحت “أسلوب حياة” يعيشه الزعيم على مر الأجيال “مدربين، رؤساء إدارات، ولاعبين”. هزيمة الهلال للنصر “نفسية” بدأت بالدوري قبل أيام واستمرت بنهائي الكأس. النصر لم يتعلم من أخطائه وأصبح صيدًا سهلًا للزعيم. النصر خارج الفورمة منذ بداية الموسم؛ الأخطاء عنده تراكمية ومستمرة. النصر تأثر من أزمة كورونا التي أطاحت بأغلب عناصره ولا يزال يعاني نفسيًا نزيف النقاط بالدوري، الظروف ذاتها مرت بالهلال آسيويًا “أزمة كورونا” التي عصفت بالفريق لكنه استطاع التعامل معها بحكمة واقتدار والنهوض/ البدء من جديد بنفسيات عالية مستعينًا بالإدارة المحترفة الهادئة الحكيمة التي استطاعت إدارة الأزمة بنجاح واقتدار!
التحضير النفسي مهم قبل المباريات تعزيزًا للروح المعنوية والقتالية بالملعب “الجرينتا”، والفريق الذي ينجح في عمل كونترول على أعصابه ويركز بالملعب يصل لأهدافه. اهتمام الهلال بالتفاصيل الصغيرة أمام النصر صنع فارقًا عظيمًا، وضبط الأعصاب ومن المستحيل مجابهة خصمين في وقت واحد “نفسك والخصم”! ودائمًا الفرق التي لديها تركيز ذهني وثبات انفعالي تنجح أكثر من غيرها! قلتها مرارًا “اكرهوا الهلال لكن تعلموا منه”! وهذا لا يعيب، فالفرق البطلة نموذج يُحتذى به، حاكوا التجارب الناجحة وقلدوها لتخلقوا للمنافسة أقدامًا جديدة! جميل أن تعرف نقاط ضعفك/ أخطاءك وتعمل على تصحيحها بدلًا من اللوم والبكائيات والإسقاط على الآخر “حكم، مدرب..” فذاك جُبن لن يغير شيئًا!
مبروك للهلال بطولة جديدة تضاف إلى سجله الفخم الفاخر؛ ستستمر ما بقي مكون “الجودة” واحدًا؛ فنيًا إداريًا وعناصريًا محليًا/ أجنبيًا! هاردلك للنصر الذي يعيش أوضاعًا غير عادية خلافات إدارية، تدني مستوى الثقة بالمدرب، لاعبين مزاجيين/ انفعاليين لا يحترمون كرة القدم، والقادم أجمل بلقاء يجمع عملاقي الكرة السعودية عما قريب بالسوبر!