بطارية الهلال.. مشحونة
بعد اعتزال محمد الشلهوب قائد فريق الهلال السابق في أكتوبر الماضي، وهو من كان له دور كبير في غرفة الملابس، وفي حضوره الفني في المباريات عندما يشارك، وعلاقة اللاعبين الوطيدة معه، سألته: “هل لاعبو الفريق سيتأثرون باعتزالك، ويكون هناك هزة في الصفوف؟”.. فأجاب بجملة غلفها بالاختصار: “بطارية اللاعبين مشحونة ما شاء الله”..
في هذا العام 2020م، الهلال يفقد الشلهوب ونواف العابد وإدواردو ثلاثة أسماء تخلخل أركان أي فريق عدا الهلال..
في عالم كرة القدم، ليس المهم أن يكون الفريق قويًّا، ولكن الأهم أن تكون لديه شخصية، فما بالك أن تتشكل في هوية “بطل”.. ظروف عدة مرّ بها الفريق الأزرق في بداية الموسم من خروجه “قسرا” من دوري أبطال آسيا، بسبب جائحة كورونا ولكنه سرعان ما تعافى “بنو هلال” فحققوا نتائج مبهرة في كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين، ونالوا لقب كأس خادم الحرمين الشريفين ليتخطوا حاجز الستين بطولة..
بطارية الهلال “المشحونة” كما قال القائد السابق الذي حسبت له بطولة وهو بين أبنائه، لم ينطق بها من فراغ بل كونه قريبًا من البيت الأزرق لأكثر من 20 عامًا، ويدرك الأسس وحجم الخرسانة والحديد المطلي بالذهب الذي بني عليه الفريق الأول..
المتتبع لفريق الهلال في مباراتي “الديربي” أمام النصر، يجد أن الجار كان قريبًا من “الجور”، وتحقيق الفوز في المباراتين، إذ قدم مباراة قوية، ولا يستطيع منصف أن ينكر أن الأصفر قدم مباراتين كبيرتين، وتفوق في الكثير من مجرياتهما على خصمه، ولكن الهلال فرض أسلوبه في نهاية المطاف، وقدم لاعبوه شخصيتهم في الملعب التي لا يستطيع فريق مجاراتها، وعنوانها “الهيمنة والشموخ”.. فعرفوا الطريق إلى الفوز..
الهلال يضم جيلاً متقاربًا في الأعمار وأوجدوا فيما بينهم لغة حوار، ليس من الشرط أن تفهمها ولكن تستمتع بها، فسالم الدوسري الذي يعد أفضل لاعب في آسيا وليس في السعودية فحسب، وسلمان الفرج ومحمد البريك وعبد الله عطيف وعبد الله المعيوف، وغيرهم من اللاعبين المحليين تستمتع وأنت تشاهدهم في الأزرق وحتى الأخضر..
الجيل الحالي من اللاعبين المحليين في الهلال هو امتداد لأجيال سابقة، ومع اختلاف الأزمنة إلا أن شخصية اللاعبين وبطارياتهم دائمًا تكون مشحونة..
في اعتقادي أن أحد أهم أسرار التفوق الهلالي لأكثر من أربعين عامًا له أسباب عدة، لكن يأتي في مقدمتها نوعية اللاعبين المميزين ممن يحظون بشخصية، جعلوا من الهلال فريقًا صاحب كاريزما، ويصعب تخطيه..