الثلاثية
التاريخية
اختتمت بالأمس القريب منافسات الموسم الماضي الذي امتد بشكل لم يسبق له مثيل بسبب جائحة “كورونا”، التي غيرت وعطلت العالم، فكان مسك ختام الموسم نهائي كأس الملك الذي اعتدناه في أوائل شهر مايو، يتأجل حتى نهاية شهر نوفمبر، فأصبح تداخل البطولات مربكاً لحسابات بعضهم، فصعّب عليهم ربط البطولات بالموسم وتأكيد تحقيق “الثلاثية التاريخية”.
“الهلال” الاستثنائي مرّ بظروف استثنائية في موسم 2019-2020 كانت كفيلة بالعصف بكل مقومات النادي، والخروج من الموسم خالي الوفاض، بداية من البطولة الآسيوية المستعصية التي تعاملت معها الإدارة بوعي وحكمة، فجهزت كافة أسباب الوقاية من المؤثرات النفسية فتحققت البطولة من الملعب الأصعب في “سيتاما”، وكانت بداية تحقق حلم “الثلاثية التاريخية”.
ثم جاء دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين الذي خسر “الهلال” نسخته الأولى في ظروف صعبة لا تخفى على الجميع، وكان الخوف من تكرارها هاجساً يؤرق المنتمين للبيت الأزرق، لكن الإدارة نجحت في المحافظة على الفريق وجاهزيته أثناء توقف الجائحة الذي امتد لأكثر من أربعة أشهر، فعاد ليهزم المنافس ويوسع الفارق مقترباً من “الثلاثية التاريخية”.
وبعد الاحتفال باللقب الثاني عصفت بالفريق الإصابة بفيروس “كورونا” وعجز عن تشكيل فريق يكفي لخوض آخر مباريات مجموعته، فاعتبر منسحباً في قضية يعرف الجميع تفاصيلها، وكادت تكتب نهاية فريق الأحلام، إلا أن الإدارة تعاملت بحكمة ووعي كعادتها فاحتوت جميع المشكلات وحافظت على الفريق ووحدته، ليتغلب على المنافس مرتين داخل الملعب، فيوسع الفارق في الأولى لصالح الدوري ويحصد الكأس في الثانية ليحقق بذلك “الثلاثية التاريخية”.
تغريدة tweet:
لاحظوا أن تركيزي كان على الإدارة لثقتي بأنها العامل الأكثر تأثيراً في تحقيق المنجز، فقد كان “الهلال” بنفس كوكبة النجوم يخسر البطولات لأسباب إدارية خارج الملعب، صاحبتها التغييرات الكثيرة بالموسم الذي سبق هذه الإدارة، ولعلي أكتفي بمثال وحيد على روعة العمل الإداري، حين حاول المنافس جرّ “الهلال” خارج الملعب بالمطالبة بغرفة الملابس الجنوبية لأول مرة في التاريخ، ظناً منه أن الإدارة الهلالية ستعترض وتصعد الأمر فتتلقفه وسائل الإعلام، إلا أن إدارة “فهد بن نافل” آثرت الحكمة وتقبلت الأمر بصدر رحب حافظت به على تركيز الفريق، فانعكس ذلك إيجاباً على الفريق بالملعب، وكانت “الثلاثية التاريخية”، وعلى منصات الإنجاز والتتويج نلتقي..