كيابل «الفار».. وصافرة النار
لو علم الاتحاد الهولندي لكرة القدم أن “تقنية الفار” ستحدث ضجة في بعض المباريات في دول العالم، لجعل “الكيابل” في المستودعات، وما عرض الفكرة على “الفيفا”..
يقول لوكاس برود سكرتير مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقًا، في اجتماع التماس الهولنديين عام 2016 لمناقشة التقنية الجديدة: “نعلم أنه يتعين علينا حماية الحكام من ارتكاب الأخطاء التي يمكن للجميع رؤيتها على الفور، مثلَ ما حصل مع تييري هنري، حينما لمس الكرة بيدهِ، ما تسبّبَ في إزاحةِ إيرلندا من التأهل إلى كأس العالم، حيث لم يكن الحكم في وضعٍ يسمح لهم بمشاهدة المخالفة”..
إذًا تقنية حكم الفيديو المساعد في تعريفها المبسط هو المحافظة على نتائج المباريات وحمايتها من صافرة خاطئة، ورغم أن الكثير يشتكي من أن التقنية الجديدة عطلت وقت المباريات وأفقدتها جماليتها، إلا أنها أسهمت في حفظ الحقوق، وجعلت نسبة أخطاء الحكم “هامشية”..
الحكم الذي يرتكب أخطاء لا تغتفر وتغيّر من نتيجة المباراة في زمن “الفار”، لا بد من إبعاده بصورة نهائية ومساعدته للبحث عن هواية جديدة، ففي السابق كانوا يتعذرون بما يسمى زاوية الرؤية أو سرعة ارتكاب المخالفة في أجزاء تقل عن الثانية، أو عدم مشاهدة اللقطة مرة أخرى ويتم منحهم العذر ولكن الآن ما عذرهم؟
في الملاعب السعودية هذا الموسم، سعدنا بعودة “زامر الحيّ” وطرب صافرته المحلية من جديد، وقلنا ولى زمن الأخطاء وانتقاد الحكم بتوفير لقاح الفار.. وما إن ركل اللاعبون الكرة حتى ركلنا معها هذا الحكم المحلي أو ذاك خارج الملعب، فالأخطاء المرتكبة لا يمكن أن يسامحهم الجمهور عليها، والتجاوزات التي حدثت في بعض المباريات غيرت من نتائجها، ورغم أنها كانت واضحة فلا يمكن أن يقتنع الجمهور السعودي ويثق في الصافرة المحلية وهم يرون أن الأخطاء مستمرة.. فعبارة الخطأ جزء من اللعبة انتفت في زمن الفار..
سمعنا أعذارًا غريبة في السابق، “كيبل” التقنية غير موصل، تراشق بين القناة الرياضية ولجنة الحكام في اتحاد القدم، وإيقاف حكم محلي عن المباريات، ولكنه يعود ليجدد علاقته المضطربة مع الصافرة..
أعتقد أن الحكم السعودي يفتقد اللياقة الذهنية، وهنا أعني الكثير منهم وليس الكل، وعلى الرغم من تحضيره البدني الجيد، إلا أن الأخطاء التي ارتكبت في المباريات جعلتنا نتمنى بأنها غير منقولة تلفزيونيًّا..
في اعتقادي أن الحل يكمن في إبعادهم عن المباريات المهمة والحساسة والاستعانة بآخرين أوروبيين وآسيويين وخليجيين، لإنقاذ الموقف وليدركوا حجم الأخطاء التي ارتكبوها ويراجعوا حساباتهم، ليعودوا بشكل أفضل بدلاً من وضعهم أمام فوهة النار..