وما ذنب المشجعين يا ذبياني؟
أكثر ما يجعل الوسط الرياضي محط سخرية وانتقاد من الأشخاص الذين لا ينتمون إليه وجود بعض من النقاد المتخصصين في حقن كرة القدم بالتعصّب والكراهية، رغم أنها لعبة تدعو إلى الأخلاق الرياضية والتنافس الشريف.
في تغريدة للكاتب العزيز عبد الله الذبياني عبر حسابه في تويتر جاء فيها: “بعض الضيوف الذين يشاركون في البرامج الرياضية عليهم ألا يقدموا أنفسهم ولا تقدمهم البرامج كمحللين أو إعلاميين، بل “مشجعين” كما هم في الحقيقة، وبالتالي يقبل المشاهد صراخهم وخواتمهم! 20 سنة يصرخ من أجل فريقه لا وعي ولا معرفة ولا منطق.. مكانه المناسب المدرجات”.. هنا انتهت تغريدة الزميل ممن زيّن الصحافة بـ “القصة الخبرية”، وفرّد فيها سنوات طويلة.
يبدو أن بعضًا من النقاد استفزوا زميلنا الذبياني “غير الرياضي” والذي يتابعها من باب الترويح عن النفس وتبعده عن أجواء الأدب والثقافة والسياسة، فبحثت في ذا الرد وذاك الراد وما حب الردود شغفني ولكن البحث عن صاحب الخاتم.
وفي خضم البحث الجاد، استوقفني رد أحدهم، مستغربًا وصف الناقد بأنه مشجع، مبينًا في رده أن الجماهير تحركها العاطفة ولكنها أكبر من أن ينتمي لهم هؤلاء النقاد مصدريّ الكراهية.
نعم، ما ذنب المدرجات أن نرمي عليها صاحب الخاتم، ونصنفه بأنه مشجع، عشاق الأندية الكثير منهم معيار الحب أعلى من الكراهية، ولكن البعض من النقاد “الخارجين عن الروح الرياضية”، العاطفة لديهم منقلبة فلو خيرتهم بخسارة خصمهم أو فوز فريقهم لاختاروا الأولى.
بعض من هؤلاء النقاد، لسنوات طويلة، كتبوا في ورق الصحف الرياضية ما لم يخجل الصغار من كتابته على الحائط، فعامل دهان يصلح ما أفسده المراهقون “بفرشته” ولكن من يستطيع أن يمسح العبث الذي كتبوه في الورق عقودًا من الزمن، وتطورت لحين وصولها إلى شاشات التلفاز والإذاعات فوسائل التواصل الاجتماعي.
الكراهية التي زرعوها، وأخفوها تحت بند “وجهة نظر” أضرّت بالوسط الرياضي وجعلت أسهمه حمراء، ومن الصعب أن يتعدل حالهم، فنسمع عن العنصرية واتهامات بالرشوة وغيرها من الأمور التي يخجل منها أي عشق لكرة القدم.
لذا أتمنى أن نبحث عن تصنيف جديد لبعض من هؤلاء بعيدًا عن صفة إعلامي أو ناقد، التي احتموا خلفها سنوات مديدة ولا نعكّر جمال المدرجات بمنحهم لقب مشجع، فهناك الكثير من المشجعين الراقين والعاشقين لهذه اللعبة.. ولكن سيخرج لهم لقبًا يستحقونه وقبل أن نحصل عليه أتمنى أن يخرجوا من هذا الوسط نهائيًّا.. أو يرغموا على الإبعاد..