عزيزي الحكم.. أنت خواف
في عام 1937 أقيمت مباراة كرة قدم في الدوري الإنجليزي، وبعد دقائق من انطلاق اللقاء انعدمت الرؤية في الملعب، بسبب انتشار ضباب كثيف ولم يعد يشاهد اللاعبون بعضهم بعضًا، فغادروا الملعب باستثناء حارس مرمى يدعى “سام بارترام”، الذي بقي في مرماه لمدة خمس عشرة دقيقة، قبل أن يصل إليه أحد رجال الأمن ويبلغه أن اللاعبين ذهبوا إلى غرف الملابس بسبب الضباب.
يقول الحارس سام في مذكراته، التي كتبها بعد اعتزاله: “أحزنني أن ينساني رفاقي وأنا أحرسهم، لقد ظننت أننا كنّا نهاجم طوال الوقت. وكنت أنتظر أن يأتوا لاحتضاني بعد أن يحرزوا الهدف”.
بعض القصص تتجاوز أحداثها لأبعد من كونها حدثًا وانتهى في وقته، ويروى بعد ذلك للتسلية. وإنما تكون عبرة ورسائل موجهة تصل مباشرة للمعنى بها.
فيه عتاب الحارس “سام” ألف معنى ورسالة، فمن تتوقع أنك دراع له وتحميه قد يكون خنجرًا في خاصرتك في أيام قادمة، وقد ينكر كل جمايلك في لحظة ويبيع كل ما قدمته له دون أن يشعر بأنه مخطئ.
وبما أن الرسالة كانت من داخل ملعب كرة قدم، فإنني سأبقيها داخل الملعب. فهناك نوعية من اللاعبين الذين أصبحوا نجومًا، بفضل ما قدمت لهم أنديتهم من دعم ومساعدة ووجدوا من يدافع عنهم حقًا وباطلاً وفي كل حالاتهم. هؤلاء هم أول من سيغادر دون أن يشعرك بأنه راحل، وإن لم يرحل فإنه سيمارس مع ناديه كل وسائل الاستنزاف واستغلال المواقف والظروف، عندها سيردد كل أعضاء النادي وليس الحارس فقط “قاتلت دفاعًا عنه، لكنه لم يكن دراعي عندما احتجته”.
ملاحظة
“القصة والعبرة ليس المقصود منها لاعب بعينه أو نادٍ محدد، وإنما هي مواقف قد تمر بها أغلب الأندية”.
فاصلة
حاولت ومعي غيري أن نمرر بعض أخطاء الحكام المحليين خلال جولات الدوري أو في دور الـ 16 لكأس الملك، بحجة أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة. ومن أجل أن نمنحهم بعض الثقة لعل وعسى. ولكن الواضح أن الأغلبية منهم سواء حكام الساحة أو غرفة التقنية لا يزالون يشعرون بالرعب وعدم الثقة والخوف من بعض الأندية ويخشى ردة الفعل، ولهذا يرتكبون أخطاءً لا تتكرر. لذلك أسحب ثقتي ودعمي السابق لهم حتى يكتسبوا الثقة ويودعوا الخوف.