2020-12-21 | 22:08 مقالات

عاشق المازيراتي والاستثمار في الإبل

مشاركة الخبر      

يجتمع الأب الستيني بأبنائه، فيسرد قصص فرص الاستثمار التي فوَّتها في شبابه خلال فترة السبعينيات الميلادية، ويشير إلى أن أرضًا على طريق الملك فهد في مدينة الرياض، عندما كان يسمَّى “الكباري”، عُرِضت عليه، لكنه فضَّل شراء سيارة “مازيراتي”، إذ كانت تقاربها في السعر في ذلك الزمن.. وبعد مرور 20 عامًا ذهبت السيارة الإيطالية إلى “تشليح الحائر”، بينما تضاعف سعر الأرض عشرات المرات..
ليس الأب، الذي يعيش في مستوى مادي متوسط، وحده من حرم نفسه من فرص الاستثمار في العقار أيام الطفرة التي تحوَّلت معها مكاتب العقار الصغيرة، إلى شركات استثمارية كبرى، رؤوس أموالها بالمليارات في الألفية الجديدة..
الأبناء ينظرون إلى بعضهم في جلسة الاعتراف الأبوية، متمنين لو أن والدهم عاشق “المازيراتي” لم يذهب إلى “معارض السيارات”، وتوجَّه بدلًا من ذلك إلى أحد “مكاتب العقار الصغيرة” يومها، لكنه يرد على همسهم بقوله: “لم أجد شخصًا ينصحني”. فيعضُّ على شفتيه.. متمتمًا بآهات، تخطَّت ما ردده عشاق آهات خالد عبد الرحمن..
هؤلاء الأبناء لن يجدوا أرضًا بالسعر ذاته في زمننا هذا، وتلك حقيقة، وهم يرون أن الفرص الاستثمارية في مجال العقار لن تتكرر، وأوصدت أبوابها، فيدخلون في الآهات مع والدهم..
لكن حاليًّا في بلادنا فُتِحَت أبواب فرص استثمارية عدة، ليس في العقار، وإنما في مجالات مختلفة وجديدة، لكنَّ نظرتنا القاصرة قد توحي بأن مستقبلها لن يتطور مثل نظرة “عاشق المازيراتي” في السبعينيات، لكنها متاحة وبين أيدينا، من أبرزها في وجهة نظري الاستثمار في مجال الإبل. شدَّني كثيرًا ما قاله محمد بن سفر الجليدي البقمي، أحد ملَّاك الإبل في برنامج “مجلس الصياهد”، الذي استُضيف فيه بعد تتويج “العقابيات” بالمركز الأول في كأس النادي “إنتاج” للون الوضح في النسخة الخامسة من مهرجان الملك عبد العزيز، قال: إن بدايته كانت بمبلغ لا يتجاوز 600 ألف ريال، لكنه بعد ذلك باع إنتاجه بأسعار تصل إلى ثمانية ملايين ريال، وعشرة ملايين، كما أن بنات “عقابه” توِّجن في المهرجان.. فجنى أرباحًا بالملايين، على حد قوله، فكانت صراحته المالية محط إعجاب ضيوف البرنامج..
ليس البقمي وحده من حقق مكاسب مادية من الاستثمار في الإبل، فهناك الكثير من الملَّاك ممن “عيَّنوا خيرًا”، وتعاملوا مع الفرص بحكمة وحنكة..
الأبناء يطلبون من والدهم الدخول في عالم الإبل، أو أن يمنحهم مبلغ 300 ألف ريال لتكون انطلاقتهم، لكنه لا يجيب، فهو مشغول بمتابعة سعر سيارة بنتلي “استخدام حشمه”.. ختامًا.. لا تفوِّتوا الفرصة في الاستثمار في عالم الإبل، فنحن نعيش في طفرة تحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة لإحياء هذا الموروث.