طريف
مبتكَر!
- في كل فنّ: رائحة سفر!.
- التّأمّل إبحار، والإبحار سفر!.
- الدّهشة، ما الدّهشة؟! هي روح الفن، كهرباؤه، وجاذبيّته، لكن ما هي؟! كيف تتكوّن ويتمّ لها التقاطنا؟!.
- أبدًا، ليس عبر التنظيم والمنطق والعقلانيّة والاتزان والحسابات الصحيحة!. إنها القفز فوق كل ذلك، القفز فجأة دون سابق إنذار!.
- قفزة تعتمد على تجيير كل تنظيم لصالح فوضاها، وكل منطق لصالح هذيانها، وكل عقلانيّة لصالح جنونها، وكل صحيح لصالح علّتها وخطئها!.
- بهذا تكون الدّهشة نقيض الملل، تكنسه وتزيحه بعيدًا، تُغيِّبه تمامًا!.
- أنتَ لو وُلِدَتَ وعشت حياتك كلّها في أجمل بقعة على وجه الأرض، فإنك وبعد سنوات قليلة، سوف لن تسعد كثيرًا بالمناظر الجميلة البهيّة، المرتّبة والمنظّمة والمنسّقة أجمل وأحسن ترتيب وتنظيم وتنسيق!.
- ما أن تحفظ العين الصور والمشاهد حتى تعمى عنها!.
والقلب لن يخفق مبتهجًا بما هو ثابت محفوظ لا يتغيّر ولا يتبدّل ولا يتجدّد بما يُفاجئ!.
- السعادة ضد التّكرار، لأنّ التكرار يُوحي بالخلود!.
- السعادة تحمل في داخلها رغبة خفيّة، ربما خفيّة حتى عنها، بالفناء!.
الفناء لأجل الولادة من جديد، والولادة لأجل النّموّ من جديد، و”جديد” هذه تحمل في أعماقها نزعة التغيير والتّوق إليه!.
ومن مرادفات “جديد” في العربيّة: طريف!، مُبتَكَر!، إبداعيّ!، وخَلّاق!.
- العمل الأدبي، أو الفنّي، قائم على عنصرين: الوِحْدَة والنّموّ!. بهذين العنصرين يُحقّق الإعجاب وينال التقدير، ويكون أهلًا للبقاء!. بهذين العنصرين تفرق مزهرية “فان خوخ” عن بقيّة المزهريّات!، وابتسامة موناليزا دافنشي عن بقيّة الابتسامات!، ومقطوعة “ضوء القمر” لبيتهوفن عن غيرها من المقطوعات الموسيقيّة الجالبة للاسترخاء والتّأمّل!، ومدام بوفاري عن بقيّة السّيّدات في كل الأعمال الرّوائيّة!.
- للتمّكّن من عنصري الوِحدَة والنّموّ، يتطلّب كل أدب وكل فن، تنظيمات مُتقنة، وقوانين ثابتة ثبوت جداول الجمع والطرح والضرب والقسمة في الرّياضيّات. غير أنه، ويا للغرابة، لا يُكتَفَى بهذين العنصرين لضمان عمل أدبي أو فني حقيقي!.
- لا بد من قفزة “روحيّة” فوق كل ذلك، دون نسفه بالضرورة. قفزة، ضد الإذعان!، قفزة خلّاقة وهّابة، تَهِبُ العمل بصمة مُتفرِّدة، وتبثّ فيه روح التّجدّد، بكامل احتمالات التّجدّد المهولة، بما في ذلك تقويض العمل لنفسه، وهَدّ معبده عليه!.