2020-12-27 | 00:12 مقالات

عقول للإيجار

مشاركة الخبر      

ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تويتر، أمر يدعو للحيرة والضحك أحيانًا، ففي كل الأندية هناك حسابات تويترية ظاهرها للجماهير، ودائمًا ما تمارس دور أنا البطل، أنا المؤثر، أنا مَن يجب أن أتحكَّم بمسيرة النادي، وأفرض ما يجب أن يكون.
هذه الحسابات لدى أصحابها طموحات واضحة باتجاه الشهرة، وتستخدم خدمة الجماهير، والحديث بلسانها، وخوفها على النادي غطاءً للوصول، ودليل هذا أنها وفي عز إنجازات أنديتها “تتحلطم”، وتضع مجهر النقد لمجرد النقد على توافه الأمور تصيدًا.
لا للتعميم، وحديثي هنا عن البعض لا الكثير، ولا أعلم كيف وصل هؤلاء الأحبة إلى قناعة مفادها بأنهم المخوَّلون بفرض القرارات على إدارات الأندية سواءً في استقطاب اللاعبين والمدربين، أو تسريحهم، ومن خلال قناعات فنية قد يختلف معهم حولها الكثيرون.
والمتابع المدقق لما تطرحه هذه الحسابات التويترية، يلاحظ أن الغالبية العظمى من توجهاتها هي في الأصل مبنية على معلومات خاطئة، تتناقلها باستعجال، وربما عمدًا، ما ينتج عنه جر أعداد هائلة من الجماهير خلفها، فيكون النادي ضحية شائعات محلية الصنع.
حسابات يعطي أصحابها لأنفسهم الحق في تجريم كل مكونات الأندية من إداريين ولاعبين وإعلاميين وشرفيين، ولا يستثنون أحدًا أبدًا، حتى مَن يخالفها من الجماهير في الرأي يكون موضع التنكيل إلى أن يعود إلى رشده بأن يخضع لتبعيتهم وإلا.
وليت الأمر يقف عند حدود الإساءات المتواصلة لمَن يشارك أصحاب هذه الحسابات الميول، بل إنهم باتوا يحتفلون علنًا بوجود المشكلات في أنديتهم، ويسعون إلى تأكيدها، ويتلذذون بالتحريض عليها فقط لإثبات وجهة نظر سابقة دون اكتراث بالعواقب.
ولعلنا نتذكر الكثير من الحالات التي اضطرت إدارات أندية كثيرة على المستوى الرسمي أو الفردي إلى اللجوء للقضاء لحماية أنفسها وسمعتها من تسلط مثل هذه الحسابات، وفي المقابل تجد “الاستنكار” من أصحابها “أشتمك وأرفض شكواك”.
الأمر مؤلم بأن يصل إلى حدود رفع الشكاوى بين أبناء النادي الواحد، لكن في المقابل كيف يمكن أن يحمي العاملون في الأندية أنفسهم وسمعتهم أمام حسابات تطلق الاتهامات جزافًا، ويصر أصحابها على رفض النصح والعودة إلى العقل بعد تجاوز وجهل؟
خلاصة القول رسالة أوجهها للجماهير إن هذه الحسابات وأصحابها حينما يتنمرون على مكونات الأندية، ويطلقون شعارات التغيير الذي يمر عبر الإساءات لا يراهنون على قدراتهم الشخصية، بل على عقول بعضكم التي باتت ودون اختيار برسم الإيجار.