رازفان
«حاقها»
التقيت مشجعًا هلاليًا بسيطًا، غاضبًا من المستويات والنتائج الأخيرة لزعيمه الأزرق، سألته السبب فأجابنيّ: “رازفان حاقها”، طلبت منه ترجمة الجملة قبل الخوض في الأسباب، فقال: “المدرب خبصها”.. لم يدرك بأن مشكلتيّ كانت مع الكلمة الثانية وليست الأولى.
هذا المشجع حمّل مدرب الهلال مسؤولية الإخفاقات التي يمرّ بها الفريق، ولم يبرئ ساحة اللاعبين لكنه كلما ذهب الحوار معه إلى سلمان الفرج ورفاقه عاد ليردد مقولة: “رازفان حاقها”.. وزاد عليها بكلمة “خبصها”..
مخطئ من يعتقد بأن المشجعين ليست لديهم نظرة فنية صائبة أو يحاول التقليل من وجهات نظرهم كونهم يقبعون في المدرج أو خلف الشاشات وليست لديهم شهادات تدريبية، ولكن في بعض الأندية تبدو خبرات بعض المشجعين أفضل من المدربين كونهم الأكثر متابعة لفريقهم وقد يكونون أقرب فنيًا من الجهاز التدريبي.
أتفق مع المشجع الهلالي بأن رازفان يتحمل مسؤولية ما يحدث في الفريق، فقد “خبصها” بأسلوبه التدريبي “القديم”، و”وحاقها” في طريقة اختيار التشكيلة الأساسية، ولم يكتف بذلك بل جمع “كلمتيّ المشجع معًا” في تغيير مراكز اللاعبين والاختراعات الجديدة التي ابتدعها وكأنه يخوض مباريات ودية.
قبل فترة ليست ببعيدة كان رشح بعض النقاد الهلال بتحطيم الرقم القياسي في توقيت حسم لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين قبل انتهائه بجولات عدة، كما يرون بأنه الوحيد الذي سيحقق جميع ألقاب الموسم ولو فتح المجال لحصد الذهب في الدول المجاورة ولكن فجأة بدأ رازفان يضع يده الملطخة بالقناعات “الغريبة” في الإناء الأزرق الكبير ظنًا منه أنه سيجعل فريقه أقوى لكنه لم يدرك بأن خلطته تحوّلت إلى طبخة حتى “الرفلة” لن تأكله..
خرج الهلال من كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الستة عشر محطمًا رقمًا قياسيًا في “الأسفل”، وصدارته للدوري أضحت مهددة بعد نتائجه الأخيرة، واهتزت ثقة عشاقه وتراجع النقاد عن ترشيحاتهم، وكأنما “الحوت الأزرق” أخرج من محيطه بشباك رومانية، ففقد قوته.
عودة الهلال لن تكون بمجاملة المدرب، والتطبيل له، والطبطبة عليه بل بالوقفة الصادقة، فهو مدرب جيد ولكنه ليس خارقًا، فأخطاؤه سرعان ما تذوب بهدف من صالح الشهري أو لمسة سحرية من سالم الدوسري أو رأسية من علي البليهي.
على الإدارة الهلالية أن تحاسب رازفان الحالي وليس الذي حقق لقب آسيا والدوري، فليس له الفضل في ذلك وإنما يعود بعد الله سبحانه إلى اللاعبين، فالهلال يملك أفضل النجوم المحليين والأجانب في القارة الآسيوية.