أسرار الأندية
من يرويها؟
في خفايا الأندية أسرار صفقات وتعاقدات وملايين أهدرت وتطايرت لم يفشِ الزمن ما تحمله، وقد تبقى كذلك طالما لم تفتح الدفاتر القديمة للصفقات والتعاقدات. حكايات ترويها تفاصيل من حضروا للأندية بشعارات الولاء والخدمة للكيان، وغادروا بعد أن كوّنوا ما يزيد عن حاجتهم.
تفاصيل مخيفة كانت فيها الأندية مسرحًا لعمليات التربح، وكان المسؤول عن ذلك يغادر في جنح الليل دون أن يسأله أحد ماذا فعلت وكيف تصرفت.
حكايات تتجاوز مرحلة الشكوك، ومطالبات بالملايين كانت فيها الأندية هي المتضررة بقضايا جابت أروقة الفيفا وقيّدت ضد مجهول.
مسرح العمليات في كل هذه القضية هي صفقات الصيف التي تتغير في الشتاء، ولاعبون تتضخم عقودهم قبل أن يوقّعوا ورقة التعاقد مع أحد أنديتنا، ولم يكن أحد يسأل لماذا ومن المستفيد.
كل هذه القضايا والبيع والشراء وصفقات “انفعني وأنفعك” انتهت أو أنها في طريقها للزوال بعد قرارات وزارة الرياضة الأخيرة، التي وضعت الأمور في نصابها ووضعت مسؤولي الأندية أمام مسؤولياتهم، وسنّت قانون المسؤولية التضامنية وبعدها ضوابط “الكفاءة المالية”، من هنا نبدأ حكاية جديدة تأخرت كثيرًا ولكنها أتت، وستنتهي معها معاناة أعوام من الضياع وأعوام من “الانتفاع” وأعوام من اللامسؤولية وأعوام من الهروب دون تحمل المتسبب أي قضية.
هي مرحلة جديدة لبناء الأندية من الداخل إداريًا وماليًا وتنظيميًا، هي هيكلة ونظام صارم، هي مرحلة المحاسبة والمتابعة والتدقيق، نتائجها لن تظهر في موسم أو موسمين، ولكنها ستغلق أفواهًا وجيوبًا كانت تعتقد أن أبواب الأندية لا تجد من يحرسها.
الجميع بما فيهم الجماهير عليهم أن يقدّروا وضع الأندية ومسؤوليها حاليًا، فالوضع اختلف والمحاسبة تغيّرت وطريقة العمل تبرمجت على نظام يحمي الكيانات من عبث العابثين.
وصفقات المنتفعين.
لذلك هي رسالة للجميع أعينوا أنديتكم بالصبر لتجاوز هذه المرحلة لبدء صفحة الحوكمة والمسؤولية التضامنية والكفاءة المالية، وتذكّروا بعدها أن الفيفا ومكاتب المحاماة في سويسرا وسماسرة دول الشمال والجنوب سيصبحون مجرد ذكرى أليمة وانتهت دون رجعة. وتذكّروا أيضًا أن الأمير عبد العزيز بن تركي كان رجل مرحلة وضع يده على الجرح العميق، وبدأ في مرحلة علاج تستلزم الصبر والمتابعة، وهذا العلاج قد يحتاج إلى “الكيّ” إن لزم الأمر.