شماعة
التحكيم
برأيي المتواضع أن أكبر خطأ يرتكبه الإداري والإعلامي والمشجع بحق فريقه هو اعتبار التحكيم المتسبب الأول في سوء النتائج، لأن ذلك سيخلي مسؤولية المدرب والنجوم ويجعلهم يستمرون في أخطائهم، وتراجع مستوياتهم طالما النتائج السيئة ستلقى على “شماعة التحكيم”.
بدأ “النصر” الموسم بنتائج كارثية جعلته يقبع في المركز قبل الأخير لعدة أسابيع، وكان محبو النادي يلقون باللائمة على أخطاء التحكيم، متناسين أخطاء الإدارة والمدرب وبعض النجوم، وحين تمّت إقالة المدرب حقق النادي انتصارات متتالية، وليت ذلك يلغي “شماعة التحكيم”.
بينما تفوق “الهلال” في بداية الموسم وانطلق نحو الصدارة بنتائج مميزة، لكنه سرعان ما تعثر في مباريات متتالية خسر فيها العديد من النقاط، بسبب تراجع مستوى بعض النجوم وتخبطات المدرب في التشكيل والتغيير، ولكن بدلاً من تحميلهم الإخفاق اتجهوا إلى “شماعة التحكيم”.
تذبذب المستوى يحدث في كل مكان، ولكن أسلوب التعاطي معه يختلف باختلاف الإعلام والجماهير، فعلى سبيل المثال خسر بطل الموسم الماضي “ليفربول” 12 نقطة في 5 مباريات، لكننا لم نسمع أحدًا من المنتسبين للنادي العريق يلقي باللائمة على “شماعة التحكيم”.
في “إيطاليا” يعاني بطل الدوري لتسعة مواسم متتالية من سوء النتائج دون أن يبحث مسيرو “يوفنتوس” كبش فداء لتعليق المسؤولية عليه، والأمر ينطبق على “ريال مدريد وبرشلونة” حيث خسر قطبا “إسبانيا” العديد من النقاط مع حدوث بعض الأخطاء التحكيمية، إلا أنها لم تكن السبب الأول لتردي النتائج، بل كان اللوم يقع أولاً على المدربين ثم على بعض النجوم، والأمثلة موجودة في كل الدوريات القريبة والبعيدة، فمنها من يحمل المسؤولية من يحتملها، ومنهم من يبحث عن المخرج الأسهل بتعليق تردي النتائج على “شماعة التحكيم”.
تغريدة tweet:
أملي كبير أن نخرج من “نظرية المؤامرة” التي تعشعش في أذهان كثير من الإعلاميين والجماهير، فالتحكيم ليس خصمًا لأي فريق لأن أخطاءه تطال الجميع ويستفيد منها الجميع، والتركيز المبالغ فيه على أخطاء التحكيم يبرئ ساحة المدرب والنجوم من مسؤولية تردي النتائج، وبالتالي لن يعالج المدرب أخطاءه ولن يراجع النجوم تراجع مستوياتهم، ولن تقوم الإدارة باتخاذ القرارات التصحيحية، وعليه سيستمر هدر النقاط طالما اللوم سيوجه لحكم المباراة أو غرفة VAR بعيدًا عن الأسباب الحقيقية، وعلى منصات الوعي والمنطق نلتقي،