2021-02-03 | 00:03 مقالات

لقاح «وباء الغباء»

مشاركة الخبر      

في مكالمة هاتفية تردني من أحد الأصدقاء يطالبني بالاطمئنان على صحة والد صديق مشترك بيننا، فسألته عن ما أصابه، فرد بأن فيروس كورونا اجتاحه ولم يتمكن من مقاومته لأسباب صحيّة فنقل إلى المشفى، وطلب مني الدعاء له، وقبل أن أقول “آمين” وجه لي الدعوة للذهاب إلى مخيّم يضم العشرات من الأقارب والأحباب..
لا أعرف السبب الحقيقي الذي جعل الكثير منا يتراخى في الإجراءات الاحترازية في التصدي للجائحة، رغم أن وزارة الصحة تبث يوميًّا تقريرًا عن عدد الإصابات والوفيات، ولم تتوقف منذ مارس 2020م، في رسالة أن “الفيروس” لا يزال يتجول معنا في مواقع الترفيه والمطاعم والتجمعات وينظر إلينا بعين “الصيّاد” الذي يطلق سهامه سريعة متى ما تخلينا عن دروع “الوقاية”، وللأسف الغالبية رمى الدرع في أرض المعركة واستبدله بسلاح الضحك والبهجة والاستهتار، متناسيًا خطورة العدو وقوته.. نحمد الله بأننا ننعم في العيش تحت ظل قيادة رشيدة همّها صحة المواطن والمقيم، وسخّرت كافة الإمكانات للحول بيننا وبين الوباء ونجحت بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في التصدي له، وباتت المملكة العربية السعودية مضربًا للمثل في الذود عن كل شخص على أرضها، وأرغمت “كوفيد 19” على الاستسلام، لكنه لم يغادر بعد..
الموجة الثانية من الجائحة تعود، وعلى مدار الأمراض الوبائية فإن “الثانية” تكون أعنف من الأولى، وهذا ما يذكره التاريخ في الإنفلونزا الإسبانية، وهاهي الموجة تضرب دولاً كبرى وأخرى مجاورة لنا، ونحن لسنا في منأى عنها بل شركاء في هذا الكوكب..
في الفترة الأخيرة لاحظنا مخالفات للإرشادات الصحيّة في مواقع عدة وتجمعات تخطت الأعداد المسموح بها، يقول وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في كلمته:
“لقد رصدنا وللأسف خلال الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعاً مستمراً في أعداد الإصابة بالفيروس، ومن أهم الأسباب التجمعات بأنواعها والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية، وهذا أمر خطير، ولا نرغب في حدوث تفشيات مرةً أخرى لا قدر الله، إن الالتزام والتعاون منا جميعًا يسهم في دعم الجهود التي تقوم بها كافة قطاعات الدولة للتصدي لهذه الجائحة، ولا شك فإن عدم الالتزام سوف يجعلنا نضطر لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية المجتمع ومن القلب أتحدث لكم وأجدها فرصة أن أرجو من الجميع المحافظة على المكتسبات التي تحققت في التصدي لجائحة كورونا”.

ختامًا..
اتباع الإجراءات الاحترازية وأخذ لقاح “نفسيّ” ضد التجمعات والمخالفات لا يقلّ أهميّة عن لقاح الفيروس، فغباء بعضهم أفقدنا الكثير.. فلا ترموا أحبابكم بإهمالكم في التهلكة..