2021-02-09 | 23:58 مقالات

صدارة الشباب وتنمر الأحباب

مشاركة الخبر      

في مجلس ما فيه نفس ثقيلة لكنه ملئ بالأنفس المتنمرة، يكسر رجل خمسيني جلس في صدره فرحة شاب عشريني عاشق لنادي الشباب بصدارة فريقه ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، بجملة واحدة: “لا يهمّك صدارة الشباب.. راح يسلمها إلى أقرب منافسيه فهو فريق ما يصمّل على الصدارة وما راح يحقق اللقب”..
الرجل الخمسيني نفسه الساخر على صدارة الشباب في المجلس ذاته قبل أن يعاد تجديد جدرانه وسقفه ويستبدل التلفاز ذو الصندوق الخشبي بشاشة مسطّحة قبل أكثر من 30 عامًا، قلل وهو في ريعان شبابه من فريق الشباب في انطلاقة جيله الذهبي مستهل التسعينيات الميلادية من القرن الماضي، لكن الليث صفعه باللقب الأول للدوري، فرد وقتها بأن اللقب جاء بمحض “الصدفة”، وكان بسبب انخفاض مستوى الفرق المنافسة، ولكن الشباب عاد ليصفعه بالثلاثة وأسكته سنوات طويلة قبل أن يعود وهو في العقد الخامس لينتقم من الشباب، رغم أن خديه لا يزال واضحة فيهما آثار الصفعات..
للأسف أن بعض المنتمين إلى الوسط الرياضي من نقاد أو صحافيين أو جماهير يقللون من شأن فريق الشباب عندما يتصدر المسابقة، فلا يمنح حقّه بأنه قدم مهرها فيبحثون عن أسباب بعيدة عن حيّ الصحافة وضعت الفريق في القمّة، منها انخفاض مستوى المنافسين، فيطلقون سيلاً من التهكم، ويضحكني كثيرًا آراء بعض ضيوف البرامج الرياضية عندما يسألون عن صدارة الشباب، فيجيب بأن الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد ليسوا في كامل عافيتهم، لكنه في الوقت ذاته لا ينصف عمل إدارة نادي الشباب بتوفير القدرة المالية من خلال بوابة الاستثمار التي كانت محط سخرية بعضهم في بدايتها، فكانت مفتاح التعاقد مع نجوم محليين بارزين في مقدمتهم نواف العابد، وكذلك أجانب يقودهم العالمي الأرجنتيني بانيجا، وهو الاسم الذي شكل إضافة ليس للشباب فحسب، بل للمسابقات السعودية، وفي الوقت الذي كانت أندية عدة تعاني ماليًّا في موسم الانتقالات الشتوية، فكان باردًا لعشاقها بعد حرمان بعضهم بسبب الكفاءة المالية، إلا أن الإدارة الشبابية نجحت في جعله موسمًا “ربيعيًّا” ممطرًا بالصفقات جاء في مقدمتها نجم مانشستر يونايتد النيجيري إيجالوا..

ختامًا..
صدارة الشباب لم تكن هبة من المنافسين، بل جاءت بفكر إداري ترجم على أرض الواقع أعاد الليوث إلى الواجهة التي ابتعدوا عنها في سنوات مضت.. لذا علينا أن نكون منصفين للشباب ونحترم صدارته ولا نلتفت لتهكم وتنمر الأحباب..