ديربي «البدائل والمفاجآت»!
قلتها مرارًا الهلال والنصر واحدة من المباريات، التي لا يمكن التنبؤ بنتيجتها أيًا كان موقع الفريقين ووضعهما الفني، اتسعت أو ضاقت المسافة، فهناك جذور تنافس تاريخي عميق مهما كان حجم الاختلاف نقطيًّا أو فنيًّا، هناك أمور نفسية تجعل الصراع قائمًا وعلى أشده بمعركة الأفضلية وشعبية الفريقين.
من بين مسميات عدة لديربيات العالم ديربي الغضب ديربي الجنون ديربي كلاسيكو الأرض ديربي الثأر ديربي النار، اخترت مسمى لديربي الرياض يتناسب ووضع الفريقين حاليًا “ديربي البدائل والمفاجآت”، الهلال والنصر من أكثر الفرق التي تعرضت لهبوط بالمستوى وتذبذب بالنتائج هذا الموسم بجميع البطولات، حتى أنك لا تستطيع أن تجزم بما سيكون عليه حالهما غدًا! تذبذب/ انخفاض المستويات والنتائج دفع بالنصر تسريح البرتغالي فيتوريا والاستعانة بالكرواتي هورفات، والهلال أنهى علاقته بالروماني رازفان واستعان بالبرازيلي ميكالي، “التغيير صحي” كما ذكرت النصر حقق نتائج أفضل مع البديل/ هورفات، لكنه تعرض لانتكاسة أمام القادسية/ الشباب بوأته المركز التاسع، الهلال تذوق طعم الانتصار مع البديل/ ميكالي “عربون محبة” ارتقى به لمرتبة الوصافة وعينه على القمة/ الصدارة مكانه الذي خطفه الشباب “الجديد”، الذي عانى من لسعة الفتح خسارة نقاط أمان.
في الهلال سلسلة غيابات مؤثرة لأبرز العناصر الفرج، هيون، باهبري، الشهري، مد الله، والمعيوف.. “ربما”! النصراويون لمحوا لغياب “حمد الله” ولا أعلم هل هذه الحقيقة أم مجرد مناورة؟! وأتساءل حمد الله ماكينة الأهداف النصراوية كيف انطفى فجأة هذا الموسم حتى أنه لم يعد له ذكر بقائمة الهدافين التي يتزعمها الأسد الفرنسي جوميز؟!
النصر غيّر مدربه ولم يغير المدرسة التدريبية، الهلال غير قناعاته التدريبية من الأوروبية “الرومانية” التي يفضلها للاتينية البرازيلية التي يتقنها! ظروف الفريقين الفنية والنفسية الراهنة تجعل “الضبابية” عنوانًا لهذا الديربي الغامض، فالغيابات تعطي أجوبة رمادية عن البدائل! التي ربما تكون عند مستوى الطموح أو أقل! من سيعوض غياب الكوري هيون؟! من سيعوض غياب حمد الله؟! هل سيكون البديل ناجحًا؟! كيف سيكون حضور جيوفينكو وأمرابط؟! ورغم أن المباراة تهم الهلال أكثر فالفوز فيها سيعطي نقاط القمة والنصر متأخر بمركز لا يليق ويحتاج التنفس أكثر!
الهلال يملك الدافعية لاستعادة الفوز على الغريم من جهة وخطف الصدارة من الشباب واسترجاع كبريائه، بعد أن خطف منه النصر بطولة السوبر وأرضية ملعبه السابق الذي يحمل أكبر وأهم وأجمل الذكريات، ديربي ملعب الجامعة لمن سيبتسم للنصر أم للحبيب الأول؟!