صناعة النجاح «إدارة»
كرة القدم منظومة، أهم عناصرها إدارة ومدرب ولاعبين، فالإدارة الواعية الحكيمة “الخبيرة” لا تقل أهمية عن المدرب الكفء القدير واللاعبين المميزين الموهوبين.. سبق أن كتبت بهذه الزاوية مقالاً بعنوان “الإدارات سر البطولات”، ذكرت فيه دور الإدارة في صناعة البطولات، والعلاقة التكاملية الناجحة تبدأ من إدارة تجمع العلم بالخبرة..
لم تعد الأمور بكرة القدم تدار بعشوائية، بل ضمن أسس ومقومات وتخطيط وتوزيع أدوار ومسؤوليات، صناعة كرة القدم قائمة على التخطيط الصحيح والتنفيذ السليم، ذكرت من قبل أن الاستقرار الإداري مهم كالاستقرار الفني.. فلورنتينو بيريز مع الريال سنوات، مثال على الاستقرار الإداري الناجح حتى مع وجود مطبات، لكن خبرة بيريز تتفوق دائمًا وقدرته على الاختيار الإيجابي على مستوى الفني واللاعبين..
الإدارة عامل مهم بتذليل العقبات أمام اللاعبين والأجهزة الفنية، لتحقيق جو من التركيز والعطاء وجودة المنتج النهائي “البطولات”.. وعامل مهم لتوفير المناخ الملائم للاعبين، ليعطوا أفضل ما لديهم، قربه منهم تفهمه لمشكلاتهم والعقبات التي يواجهونها، تطبيقه لمبدأ الثواب والعقاب من مبدأ تكامل الأدوار.. الدور المعنوي واللوجستي، الدور التربوي والرقابي، الدور الانضباطي.. تختلف الأدوار وتتعدد، لكنه يبقى حلقة الوصل الافتراضية بين اللاعبين والمدرب بالذات اللاعبين، فهو القدوة لهم بالسلوك والأخلاق والانضباط..
الإدارة الرياضية من أهم العناصر لتحقيق النجاح والفوز، في الإدارة صحيح العلم مطلب، لكن “الخبرة” تبقى الفارق في تحقيق جودة العمل، أشبه الإداري المخضرم/ الخبير بلاعب الخبرة الذي يتفوق على الموهبة الصغيرة، الخبرة تفرق توقيتًا ونضجًا بصناعة الحدث الرياضي.. تتعدد مهام الإداري الناجح من تحمل للمسؤولية وقدرة على المحاسبة واتخاذ القرارات الصعبة.. وعليه دور كبير بنجاح/ فشل المدرب وعطاء اللاعبين لأنه “القائد” والمحرك لهذا وذاك..
العمل الإداري في الأندية منصب مهم وحساس وله أهمية وخصوصية و”توقيت”، فالدور الذي يقوم به البلطان رئيس نادي الشباب بصناعة “شباب جديد” مبهر لافت للنظر، ويقدم مستويات خرافية ناضجة وناجحة.. الفارق في هذا الإبهار توقيت، خيارات، إضافات، برمجة، صناعة، “تحدٍّ”، يبدأ بالثقة بمدرب قدم ليكون “بديلاً”، لكنه أصبح خيارًا “استراتيجيًّا”، أظنه سيمتد.. ما يقوم به هيرنانديز مع الشباب يوازي بل يتفوق على عمل هورفات “الفارق جدًّا” مع النصر، وهو الذي قهر الهلال مع رازفان ومن بعده..
كيمياء الشباب الحيوية توليفة مميزة من اللاعبين، نظرة مستقبلية/ استشرافية، تبدأ من الدوري الذي يعد المرشح الأعظم للفوز به هذا العام لما بعده..