أهلي الحلول المعدومة
الغضب الأهلاوي على إدارة عبد الإله مؤمنة له من الأسباب ما يبرره، فالمسألة ليست متعلقة باسم الرجل وملاءته المالية، وإنما بالكيفية التي يدار بها فريق كرة القدم، وهي الواجهة الحقيقية للنادي، وهي المقياس للنجاح والفشل لكل من يجلس على كرسي الرئاسة.
عبد الإله مؤمنة شخصية أهلاوية وله جذور في النادي، بدأت منذ سنوات طويلة كان خلالها عاشقًا قبل أن يعمل ضمن إدارات متعاقبة تقلد خلالها مناصب من أهمها أمانة النادي في موسم الثلاثية.
ولكن كل هذه الأمور لم تشفع له بأن يكون قادرًا على أن يدير منظومة فريق القدم بالشكل الذي ينتظر منه.. المسألة ليست خلافًا شخصيًّا معه، ولا تشكيكًا في محبته للنادي، ولكنها مرتبطة بعمل ونتائج وإيجاد حلول لمشاكل الفريق.
مؤمنة لا يملك الملاءة المالية التي تجعله يتدخل في الأوقات التي تحتاج حلولاً عاجلة للتدخل، ولا يجد حوله داعمين إضافيين يعززون موارد النادي التي تأتي أغلبها من دعم وزارة الرياضة، ولا يتمتع بعلاقة ثقة متبادلة مع لاعبي الصف الأول في فريقه.
مؤمنة يجتهد وحيدًا وليس كل اجتهاد يأتي بنتائج تحقق النجاح.
مشاكل الأهلي الفنية في فريق كرة القدم واضحة منذ بداية الموسم، ومع هذا لم تحل. رحل جيانيني ولم يحضر البديل، أصيب ساريتش ولم يحضر البديل أو تتم التسوية معه. الفريق يعاني دفاعيًا وهي المشكلة التي يعرفها كل أهلاوي، ومع هذا تنتهي فترتي تسجيل صيفية وشتوية دون التعاقد مع مدافع.
وما أغضب الجمهور أكثر أن الفريق كان في وضع منافس على اللقب ويحتاج لتعزيز عاجل للبقاء في المنافسة، ومع هذا يتم التعاقد مع مهاجم طرف منقطع عن اللعب، ويحتاج لوقت حتى يكون جاهزًا، وحتى يأتي هذا الوقت يكون الموسم قد انتهى أو أن طيور اللقب طارت بأرزاقها.
كل هذه مسببات منطقية لأن يغضب الجمهور، فهي تطرح تساؤلاً مهمًّا ومنطقيًّا، أما أن رئيس النادي لا يملك الحلول ولا يقدر يوفرها أو أن لديه حلولاً ولا يعرف يتصرف بها، والحالتان تؤديان لإجابة واحدة، وهي أن الرئيس غير قادر على القيام بمهمته.
المسألة باختصار ليست خلافاً شخصيًّا وليس لها علاقة بترسبات مع أو ضد، الموضوع باختصار أن الجماهير والمحبين للنادي يريدون رئيسًا قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة، وفي الوقت المناسب، لأن الاستمرار على نفس الأخطاء لن يبعدك عن المنافسة فقط، وإنما سيرمي بك للمجهول وهنا يكمن الخوف.