الشباب
«منصة» الهلال!!
يروج بعضهم هذه الأيام أن فريق الشباب الأول لكرة القدم لن يحقق لقب كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين، ليس كونه لا يملك المهر الذي يفتقده فريق الأهلي كما صرح السوري عمر السومة ومحمد العويس، ولكن كونه لن يصمد طويلاً، وسيسلم اللقب للهلال في الأمتار الأخيرة من السباق..
الكارهون للهلال، يشحذون همم الشبابيين من خلال التقليل من الفريق، وأنه غير قادر على معانقة الذهب في محاولة لأن يزأر الليث في وجه الخصوم، ولا يذهب الذهب للأزرق، وفي قرارة أنفسهم يرون أن الشباب ليس كفئًا لتحقيق اللقب، وبعضهم يراهن على أن الشباب سيكون منصة الهلال، كون النفس الأبيض لا يمتد طويلاً وسرعان ما ينفد الأكسجين من لاعبيه قبل وصولهم إلى بر الإنجاز..
ويتحجج هؤلاء بأن الشباب لا يملك هوية الفريق البطل، أو الذي اعتاد على منصات التتويج، وهم للأسف الكثير منهم لم يكن في عمر مدرك لما يدور حوله عندما التهم جيل الليث الخصوم في مستهل التسعينيات الميلادية، واستمر في اعتلاء منصات الذهب، ولم يكن يومها ضيفًا خفيفًا، بل ثقيل على خصومه واقتسم كعكة الإنجاز منهم، بل حرم آخرين من مذاقها سنوات طويلة..
قد يكون الشباب تغيّب عن المنافسة على الألقاب في السنوات الأخيرة لظروف عدة، لكن ذلك لا يلغي بأنه فريق بطل وقد يعود في أي لحظة عندما يعرف مكامن الخلل ويتم ردمها، وتعزز نقاط القوة وهو ما فعلته الإدارة الحالية برئاسة خالد البلطان، عندما قدمت مهرًا حقيقيًّا للمنافسة قد يكون هو ما رمى إليه السومة والعويس، واستقطب أفضل لاعب أجنبي في الملاعب السعودية حاليًا الأرجنتيني بانيغا، والصفقة الأهم في الانتقالات الشتوية النيجيري إيغالو، وكلاهما أضافا الكثير للكرة السعودية قبل الفريق الشبابي..
إدارة البلطان وفّرت المال من خلال تعزيز الاستثمار وجلب شركات عدة، والأهم من ذلك هو معرفتها بكيفية إدارة المال جيدًا، فحصل ذلك من خلال النتائج التي يقدمها الفريق وتربعه على صدارة الترتيب لأقوى البطولات المحلية..
علينا أن نكون منصفين مع من يتصدر القائمة، ولا نقلل من نجاحه، ونتهكم عليه، فالشباب ليس فريقًا جديدًا لم يسبق له تحقيق لقب الدوري، بل فعله مرات ومرات ومع أجيال مختلفة..
شخصيًّا أتمنى الشباب أن يحقق اللقب وتكون عودته من جديد إلى الإنجازات من أوسع الأبواب، فهو يستحقها فعليًّا نظير ما قدمه، ولا أتوقع أن يكون الشباب منصة للهلال أو غيره من الأندية المنافسة..