الأعناق
أو الزقاق
في رياضتنا نادرًا ما نسمع عن رئيس يتقدم باستقالته إذا وجد نفسه فاقدًا للحلول، ولا يستطيع أن يسير بالنادي إلى التطوير والنتائج الجيدة، وهذا الأمر يسير بعكس ما يعتقده هؤلاء من أن الكرة الأوروبية هي المثال الذي يحتذى، فيتبعونها في كل شيء إلا الاستقالة والأذى.
كم من رئيس مر على أنديتنا يدخل محمولاً على الأعناق ويخرج من الأبواب الخلفية، سؤال يجب أن يكون كم رئيسًا جاء وغادر وجماهير ناديه راضية عما قدم؟ كل هذا يعود لسبب واحد وهو أنهم يدفعون جماهير أنديتهم بالمكابرة والبغض إلى أقصى درجات الرفض.
والحقيقة أن هذه الظاهر مرتبطة بالذكاء أيضًا، فهناك رؤساء قلائل غادروا المشهد وهم في عالي نجمهم وفي قمة أبراجهم، فحافظوا على مكاسب أسهمهم قناعة، خوفًا من أن تضربهم أحوال الكرة والمجاعة، وآخرون حققوا المطلوب فاستمروا للنهاية وسيناريو معطوب.
ولنا في تجربة أبناء البلوي في قيادة الاتحاد مثل واضح، نجحت في الأولى مع منصور فصعد إلى السماء وهبطت في الثانية على يد إبراهيم فبعثر مجهودات من كان قبله، وكان المثل الذي يتحدث عن البرق الذي لا يضرب في مكان واحد مرتين ينطبق على هاتين التجربتين.
من منا لا يقف احترامًا لما حققه ابن نافل في الهلال من إعجاز، ولكن هذا الإعجاز كان ينقصه ذكاء المغادرة وهو محمول على الأعناق وليس الاستمرار كما هو حاصل الآن، والذي يؤدي إلى الزقاق، وهنا نسأل كيف حسبها مساعد الزويهري حينما أنجز وأبدع ثم رفع يده وودع؟
حينما يستقيل الرئيس فهو لا يعتبر مهزومًا أو غير ناجح إلا في عقول من حوله من الشلة التي بسبب آرائها وصل إلى ما هو عليه، بل إنه حينما يستقيل مبكرًا فهو يرسل رسالة مفادها أن مصلحة الكيان تهمني فيكبر في نظر الجماهير، بل إن عذره يقبل وإعادة كرة في المستقبل.
وأما حينما يعلم أن الكيان يسير معه إلى الهاوية ولا يملك ما يعمله من أجله، ومع هذا يستمر ليقوده إلى ما هو أسوأ فرسالته إلى كل من ينتمي إلى الكيان جماهير وإعلامًا ومحبين أنا ومن بعدي الطوفان، فلا شفيع له بعد الآن، وإن ردد بأعلى صوته وعبر الزمان.
خلاصة القول إن الرؤساء الذين يتداولون السلطة على أنديتنا ومع كل أسف يتعاطون مع هذه الأندية كأملاك خاصة وإقطاعيات، حينما يكون الأمر متعلقًا بالقرارات والتوجهات والتعاقدات، فيضعون الجماهير بين سندان تعنتهم والمطرقة وسياسة الأرض والمحرقة.