2021-03-12 | 01:07 مقالات

دوري الأبطال «صمودٌ.. ووداع»

مشاركة الخبر      

كرة القدم ليست دائمًا جيدة ولا سيئة على الإطلاق، إنها طقوس من هذا وذاك، خليط من المنطق والعاطفة، الخيال والحقيقة، الصمود والقتال في اللحظات الصعبة.
وفي كرة القدم ليس مهمًّا أن تفوز، ولكن المهم أن تلعب بهذا الشعار، لعب باريس سان جيرمان مؤخرًا ضد برشلونة، ليلة مجنونة من ليالي الأبطال قادها البطل العظيم الحارس نافاس، أسهم بخروج فريقه متأهلاً وأحبط كل محاولة ممكنة لبرشلونة لعمل ريمونتادا تاريخية جديدة، يعودون بها لجو الأبطال.. لم ولن ينسى الباريسيون الريمونتادا التاريخية 2017 فلا تزال عالقة بعقولهم معلمّة بصدورهم رغم مرور أربع سنوات، “فلا يلدغ الباريسيون من جحر البارسا مرتين”، نافاس حاليًا واحد من أهم وأقوى حراس كرة القدم بالعالم، لا بحديقة الأمراء وحسب، بتصديه للفرص الكاتالونية المؤكدة، وركلة جزاء البرغوث..
في كرة القدم لا يوجد ثأر دائم ولا غريم مستمر، لكن “نافاس” سيكون عدو كاتالونيا الأبدي، فهو من أحبط أفراحهم وبدد أحلامهم.. الفريق المحظوظ هو من يملك لاعبًا يستطيع صنع الفارق في التوقيت المطلوب، نافاس فعل ذلك مع الـ PSG مثلما يفعل الموهبة الكروية الجديدة الظاهرة “هالاند” مهاجم بوروسيا دورتموند، رغم صغر سنه، إلا أنه سرق الأضواء من لاعبين أكبر وأكثر خبرة ومكانة بأهدافه الحاسمة..
سيناريو الأبطال مزيج من لحظات الفرح والسعادة والانتصار ودراما الحزن والتراجيديا، والدنيا ألوان وكل يراها بلون حصاده فيها.. بعد انهيار مملكة برشلونة وميسي بالأبطال وخروجهم مبكرًا على يد باريس، وهي ضربة موجعة بعمق كبرياء البارسا، الباريسيون تغلبوا “نفسيًّا” على خصمهم الذي يجيد لعبة العودة والتعافي/التشافي السريع ومعه فريق السيدة العجوز معقل “رونالدو”، خرج هو الآخر مبكرًا، ونستطيع القول إن التاريخ ترك الدون والبرغوث تائهين على شرفة الضياع، وآه لو كان للزمان عيون لبكى وهو يراكما على هذا الحال.. خسارة اللعب فيما تبقى من أدوار يعني البقاء على هامش أحداث كرة القدم العالمية.. رونالدو وميسي تركا المقاعد لتأخذها المواهب الصغيرة مثل مبابي وهالاند.. رغم أن الوقت لا يزال مبكرًا على الحسم إلا أنني أشعر بأن بطل هذه النسخة سيكون مختلفًا وجديدًا..
في كرة القدم كما في صناعة الساعات، الموهبة والأناقة لا يعنيان شيئًا دون دقة وصرامة.. وفي كرة القدم يعتقد الناس أنها مسألة حياة أو موت، في حين أنها أكثر من ذلك بكثير.. إنها الفرح والديناميكية.. الأبطال شاهدون على ذلك..