2021-03-19 | 01:10 مقالات

حتى لا نفقد متعة المنافسة

مشاركة الخبر      

التقارب النقطي والتنافس الحاصل بين الأندية السعودية في مراكز المقدمة والوسط ومناطق الصراع للهروب، هما نتيجة لقرار الاستعانة باللاعبين الأجانب السبعة.
قرار منح الأندية سبعة تعاقدات أجنبية فتح باب التنافس للجميع وقلص الفروقات بين الأندية، وجعل المنافسة أثناء المباريات مفتوحة على مصراعيها، ويتبقى الفارق بعد ذلك لجودة اللاعبين المحليين أو لهيبة الفريق وتفوق مدربه أثناء اللقاء.
في سنوات طويلة مضت عندما كانت الأندية تستعين بلاعبين أجنبيين كانت الأمور شبه محسومة لفرق معينة، وكان فوز فريق صاعد أو من خارج أندية المدن الكبرى أشبه بالمستحيل، لأن الفوارق كانت واضحة والمنافسة معدومة.
أما الآن فإن قرار اللاعبين الأجانب السبعة جعل فريقي الجنوب أبها وضمك يكسبان الهلال والأهلي والاتحاد والنصر، وكذلك بقية أندية المدن الأخرى.
المطالبة التي يخرج بها بعضهم أحياناً بتقليص عدد اللاعبين الأجانب هو أشبه بمن يحاول أن يعيد المنافسة للأقطاب الرئيسية، وأقصد بذلك الأندية الجماهيرية الأربعة ويريد أن يعيدنا لسنوات اللقاءات المحسومة سلفا ويريد أن يقتل طموح بقية الفرق الأخرى ويوسع المسافات الفنية بين الفرق باتساع مساحة المملكة.
وجود اللاعبين السبعة “المميزين” في كل فريق يعني وجود 7 خبرات في كل نادٍ وهذا فيه إثراء للمنافسة واكتساب لخبرات وصناعة إنجازات لأندية أخرى لم تكن تحلم في أن تنافس أو تفرح بفوز على الأندية الجماهيرية.
من يحب الرياضة السعودية ويعشق التنافس والندية عليه ألا يصف في طابور المطالبين بتقليص عدد اللاعبين وإنما يطالب بحسن اختيارهم وجودتهم، وهنا يكون قد وضع لبنة جديدة في مشوار التنافس والندية وتقارب النتائج والأداء بين الفرق.
ومن يرون أن وجود اللاعبين السبعة يؤثر على المنتخب ومخرجات الأندية عليهم أن يعودوا بذاكرتهم ويسألون متى آخر إنجاز آسيوي حققه المنتخب، وهل كان فيه لاعبون أجانب في الأندية وقتها وكم كان عددهم. إذا عرف الإجابة سيعرف بأن ظهور اللاعبين المحليين الجدد والإنجازات ليس لهما علاقة بكل هذه المطالبات، فاللاعب الجيد سيظهر ويقدم نفسه وسيقاتل لحجز خانة في فريقه وسيتعلم من المحترفين “المتميزين” الذين يشاركهم التدريبات والمباريات أن كرة القدم ليست مجرد هواية يمارسها فقط، وإنما هي عمل شاق ووظيفة لها متطلباتها. وعندما يصل لاعبنا المحلي لهذا المستوى من التفكير سيخرج المطالبون بالتقليص من طابورهم وينضمون لبقية المحتفين بهذا القرار الذي غير وجهة المنافسة في دورينا.