الأهلي
ومن بعده الطوفان!
سبق أن تحدثنا عن التكتلات الرياضية والإعلامية بين الأندية، وأكدنا أن تلك التكتلات ليست دائمة، بل إنها مؤقتة وتتغير بمرور الأعوام وتغير معادلات التنافس والأحداث، فلا تقارب دائمًا ولا تباعد أبديًا، وعلى الجماهير فهم ذلك.
التكتلات الرسمية والإعلامية في دعم القضايا بين الأندية لا تعني الكراهية أو الانحياز أو التبعية، بل هي مصالح مؤقتة قد تكون اليوم مع نادٍ وغدًا مع آخر، وهي ما أتوقع تغير خارطتها في القريب وفق ما نراه من متغيرات.
المتابع للمشهد يرى التقارب الإعلامي والرسمي خلال الأعوام الأخيرة بين الاتحاد والهلال، وهو ما سوف ينسفه تغير الحال الاتحادي نحو الرجوع للتنافس ومزاحمة الهلال، وهو ذات الحال بين الشباب والهلال قصُر الزمن أو طال.
سبق وقلنا أيضًا إن تركيبة التنافس في المدينة الواحدة سبب في تشكيل التحالفات وفي كل الظروف التنافسية، فحينما ينافس الأهلي الهلال يجد الدعم النصراوي، وحينما ينافس النصر الاتحاد يجد الدعم الأهلاوي، وقس على هذا.
إلا أن السلوك الإعلامي والرسمي الخاطئ قد يكون سببًا مباشرًا في نقض تكتلات الأندية بعيدًا عن تركيبة التنافس، وهو ما أعتقد حدوثه قريبًا بين الأهلي والنصر لأسباب أراها تخص التمادي النصراوي الشرفي وكذلك الإعلامي تجاه الأهلي.
فالنصراويون لم يلبثوا أن يميلوا إلى دعم الاتحاد دون النظر إلى الجانب الأهلاوي، والذي يتوقعون منه دائمًا الدعم ضد الهلال، وهو تناقض بائن في كيفية تعاطي النصراويين مع الشراكة الأهلاوية، الأمر الذي يجب أن يرد للنصراويين بالمثل.
في الأحداث الأخيرة لا أحد ينكر على النصراويين اللعب لسمعتهم أمام شباب الأهلي، ولكن حينما يكون الاحتفال ممزوجًا بالتجاوزات اللفظية داخل الغرف دون إنكار على اللاعبين، فهذا تأييد رسمي تبعه تشدق إعلامي وشرفي نصراوي تويتري مؤيد.
بل إن التباهي والتراقص النصراوي على جراح الأهلي كان واضحًا وجليًا إبّان محاولاتهم أخذ السومة ثم العويس، ثم أظهروا بعضًا من التعالي في انتقال عبد الفتاح شرفيًا وإعلاميًا، وهو سلوك استفزازي بات واضحًا لم نعهده من قبل.
من الخطأ أن يسلّم النصراويون بالدعم الأهلاوي غير المبني على التكافؤ والاحترام، وإن اعتقدوا غير ذلك فهم واهمون، ويجب أن يراجعوا الحسابات قبل فوات الأوان، والتذكر أن الارتباط ليس إدمانًا، وأن الأهلي يأتي أولًا.. ومن بعده الطوفان.