السعودي..
لا يخاف
تلخيص ما تحدث به الملهم رجل الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الحوار الذي أجراه معه الأستاذ عبد الله المديفر، يحتاج لمجموعة من الخبراء في تخصصات مختلفة، لأن حديث سموه والأرقام التي أعلن عنها والمشاريع التي تطرق لها والتحولات المزمع تنفيذها تحتاج خبراء لتفنيدها وتفسير تفاصيلها الدقيقة.
الحضور المبهر لرجل الرؤية في سلاسة الحديث ودقة المعلومة وسرعة البديهة لم يفاجئنا كسعوديين لأننا نعلم تماما شخصية سموه وقدرته على تقديم الحقيقة كما هي دون رتوش.
في حديث ولي العهد كان المستقبل مرسوما أمام الأجيال القادمة بأن التحول في نمط العيش وفي تنوع مصادر الدخل وفي تعزيز التنمية المستدامة، وليست الطفرة الوقتية التي تنتهي بانتهاء مصدرها، ولهذا كانت بشائر السعادة وتطلعات المستقبل والشعور بالأمان هو الإحساس الذي ولج خواطر الجميع، فالآباء اطمأنوا على مستقبل أبنائهم، في ظل متقلبات يعيشها كل العالم وتحولات تعصف بدول ذات مقدرات كبيرة إلا أن الفارق بيننا وبينهم أن رجل الرؤية يرسم المستقبل بخطوط عريضة واضحة المعالم ووفق جداول زمنية محددة ومراحل تنفيذ نلمسها ونعايشها.
أدهشني في حديث سمو ولي العهد سرعة إجابته لبعض أسئلة المديفر، وخاصة عندما سأله عن حرق مراحل الرؤية بتحقيقها قبل موعدها، فأجاب سموه بأن الفرص إن سنحت لا يمكن أن نتركها دون أن نستغلها. وهذا ما يفعله الأمير الملهم الذي وضع الرؤية وفق مكامن القوة في بلادنا واستثمر في البشر والحجر وأعاد صياغة ما فوق الأرض وتحتها لتعزيز الموارد وتقديم دولة سعودية حديثة ومواطن سعودي منفتح على الآخر مع اعتزاره وتمسكه بثوابته وقيمه وهويته.
حديث سمو ولي العهد كان مدعما بالأرقام التي تنصف الجهود وتحدد ملامح النجاح وتكتب المستقبل بحروف من ذهب، وبين كل هذا وذاك وضع خططا لما بعد رؤية 2030 لتخرج من دائرة النجاح إلى ما هو أبعد، بحيث تدخل معها بلادنا مرحلة المنافسة كرقم صعب على خارطة العالم.
وفي الأخير، ختم سموه الحوار بجملتين كان فيها المواطن السعودي هو رأس المال والمكسب عندما قال بأن رهان قوتنا في رؤيتنا هو المواطن السعودي قبل أن يقول إن هذا المواطن يقلق ويتوجس ولكنه لا يخاف. نعم يا رجل الرؤية لا نخاف ولن نخاف ونحن نسير خلف قيادتنا ووفق رؤيتهم الحكيمة.