رسالة للرئيس
الـ 44
أخي ماجد النفيعي عدت مجددًا لرئاسة نادٍ عظيم يتكئ على إرث كبير صنعه رجال وضعوا مصلحة الأهلي أولًا وعاشرًا نصب أعينهم، وكانوا مثالًا يحتذى به في إرساء ثوابت حضارة كرة القدم في السعودية ومصدر فخرها وتطورها.
عدت بعد تجربة قصيرة سابقة في رئاسة النادي لن أتحدث طويلًا عنها أو أتوقف عندها لأن التجربة لم تكن مكتملة المدة، ولهذا فإن القياس لن يكون عادلًا ولا يمكن أن تتحدد من خلاله ملامح النجاح أو الفشل.
لكن هذه المرة تعود بصوت الجماهير ورغبتها وبتوافق شرفي وجماهيري وإعلامي لأن تكون رجل المرحلة وربّانها.
وهذه المرحلة هي المقياس الأمثل للحكم على عملكم، فالجمهور الذي نادى باسمك وهتف لحضورك ودعم ملفك يستبشر بشجاعتكم وقبولكم للمهمة الصعبة لإعادة النادي بكل مكوناته لوضعه الطبيعي بعد فترة صعبة كانت هي الأسوأ في تاريخه.
المهمة صعبة والحمل ثقيل، ولكن الرغبة والعمل الجاد وحسن اختيار الأدوات والرجال وتوزيع الأدوار حسب التخصصات ومنح الصلاحيات والصدق في القول والفعل ومنح الثقة للعاملين تحت إدارتك سيكون هو مفتاح أبواب النجاح.
الأهلي الذي يمثل قيمة كرة القدم السعودية وقامتها يحتاج لعمل مؤسساتي يبدأ من معرفة مكامن الخلل وجوانب القصور، ويبدأ في حلحلتها للوصول للأهداف المنشودة التي جعلت كل الأهلاويين يسعدون بأن تكون رئيسًا لناديهم.
المسألة لا تحتاج لأكثر من عمل يكون هدفه الأول والأخير هو مصلحة الأهلي بدءًا من اختيار العناصر التي تصنع الفارق داخل أرض الميدان، ومرورًا بالإبقاء على الأسماء المحلية التي تقع تحت مجهر ورغبة الأندية المنافسة، وانتهاءً بعمل توليفة تمثل معادلة النجاح في كرة القدم والمتمثلة في إدارة محترفة ومدرب شغوف للعمل ومبتكر ولاعبين يستحقون أن يرتدوا شعار النادي العظيم.
أثق تمامًا بأنك تمتلك رؤية معادلة النجاح وقادر على تحقيقها، وأثق أيضًا أن الجميع سيكون عونًا لك متى ما شعروا ولمسوا بوادر هذا العمل وملامح نتائجه، عندها سيكون ماجد النفيعي أو الرئيس الـ 44 للنادي الأهلي اسمًا خالدًا في تاريخ الأهلي، لأن تحويل موسم الفشل الذريع والسقوط السريع في كافة العناصر إلى نجاح هي صنعة الرجال المنجزين الذي سيحتفظ التاريخ بأسمائهم، وسيكون رهان الجماهير وكل المحبين على شخصكم هو رهان ناجح في التوقيت واختيار الشخصية.