أسوأ نسخة
في تاريخ الأهلي
خماسية الهلال في مرمى الأهلي لم تفاجئني كثيرًا، لأن الفريق قبلها بجولتين خسر من التعاون بأربعة، وخسر من متذيلي الترتيب العين وضمك بالأربعة أيضًا، بالتالي فالفريق اعتاد في الموسم الجاري على النتائج الثقيلة.
الموسم بكل تفاصيله يعدُّ موسمًا كارثيًّا للأهلي، حيث خسر فيه هيبته، ومركزه في الترتيب، وعددًا من لاعبيه الأجانب المهمين، كما خسر ثقة جمهوره فيه، والأهم أيضًا الرهان عليه أن يكون فريقًا بطلًا. كل هذه الخسائر التي لحقت بالفريق خلال الموسم الجاري، ولا أقصد بها “الخسائر النتائجية” فقط بل والخسائر في كل شيء، تحتاج إلى عمل كبير وكبير جدًّا لتصحيح الوضع، وأول مسارات التصحيح هو إبعاد ستة لاعبين أجانب، والتعاقد مع مثلهم، وهذه مهمة المدير التنفيذي موسى المحياني، الذي عليه أن يبدأ بالبحث عن مدرب يملك الشخصية والقدرة على صناعة فريق بطل، ثم تبدأ خطوات اختيار اللاعبين وفق احتياج المراكز، وأن تكون خيارات اللاعبين واختياراتهم مبنيةً على صناعة فريق بطل وليس منافس فقط.
المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة إذا ما تم توفير موارد إضافية للنادي، مع دعم وزارة الرياضة، ومداخيل الرعاة الحاليين للنادي.
الأهلي الحالي نسخة مشوَّهة من الأهلي الذي نعرفه، بل النسخة الأسوأ في كل تاريخ الأهلي، لذا يجب أن يعتمد العمل المقبل على حفظ مكانة النادي وتاريخه حتى لا يتعرض للمزيد من التشويه.
مباراة الهلال الماضية تعريفٌ حقيقي لسوء الأهلي، وليس لتميز الهلال، فالهدفان الثاني والثالث هدايا أهلاوية “بليدة”، لا يقع فيها لاعبون مبتدئون، فكيف بلاعبين دوليين؟! وهذا السوء في الأداء هو انعكاس للوضع العام للفريق على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب.
تخيَّل أن السباعي الأجنبي الأهلاوي لا يوجد فيهم أي لاعب مؤثر! والمؤثر الوحيد في التشكيلة الأهلاوية هو اللاعب الشاب عبد الرحمن غريب، فهل يوجد أي فريق في الدوري السعودي، أي فريق، ليس لديه أي لاعب مؤثر من محترفيه غير الأهلي؟! الأهلي يملك هذه الخاصية السلبية، ويتفرَّد بها وحيدًا، لذا يتفرَّد أيضًا بالنتائج الثقيلة من متذيلي الترتيب ومتصدريه.
وما تقدم يجعلنا ننتظر من ماجد النفيعي، وموسى المحياني، اللذين قبِلا المهمة وهما يعرفان أوضاع الفريق وكل مشكلاته واحتياجاته، أن يعملا من الآن على عوده الأهلي الذي نعرفه، وتخليصه من هذه النسخة التي لا تمتُّ لتاريخ النادي بأي صلة.