كوفيد التوازن وفايزر التهور
ليس من السهل على أندية الدوري أن تنافس النصر والهلال على الأقل في الخمسة مواسم القادمة عطفًا على ما نراه من القوة الشرائية لعقود اللاعبين الأجانب، فلك أن تتخيل عزيزي الرياضي أن القيمة السوقية للاعب واحد فقط لديهما تعادل أربعة أجانب لغيرهما.
سبق وغردت وأنا أرى “تبادل” الفوز بالدوري بينهما أن النصر والهلال سيقتسمان المواسم الزوجية لأحدهما والفردية للآخر وليس بالجديد إن اعترفت بالسخرية وأنا أكتب هذه التغريدة والسبب أنه من الصعب أن توحي للجماهير بالتنافس والحقيقة احتكار
كل شيء يشير إلى السيطرة، على المستوى المالي لا منافسة إلا الهلال والنصر، وعلى مستوى الدعم الإعلامي هلال ونصر، وعلى مستوى التأثير بالقرار هلال ونصر، ولا يتفوق عليهما نفوذًا إلا ذلك الحكم البولندي الذي قاد حتى يومنا هذا “ثلاثين” مباراة.
أتذكر قولًا مسجلًا للفراج وعلى قناة وطنية أكد فيه أن التنافس سينحسر بين الهلال والنصر السنوات القادمة وأُذكّر أنه قول الزميل وليس قولي كي لا أفاجأ بشكوى من الهلاليين أو النصراويين على طريقة شكوى معلومة المليار والتي نقلتها عن الفراج.
المبالغ التي يدفعها الناديان للتنافس على جلب لاعبين أجانب لا يمكن مجاراتها، بل إنها تقترب من السقف الذي تتحرك فيه الأندية الأوروبية الأمر الذي سوف يصنع فجوة فنية وتنافسية كبيرة بينهما وبقية الأندية خصوصًا الأهلي والاتحاد بعيدًا عن موسم استثناء
الأهلي والاتحاد سيبقيان خارج دائرة التنافس ولن أقبل جدلًا حول موسم “انتفاضة” لصحافة أو تحلية لأن قاعدة التنافس ستكون ثابتة بين النصر والهلال محليًا وحتى حينما يتم تقديمهما “آسيويًا”، وأما الحل فلا سبيل إلى فك القيود إلا بالعثور على الكنز المفقود.
سبق وحذرت أن التركيبة التنافسية والتي شكلتها قدرات الأندية طيلة سنوات قد تم هدمها وإعادة هيكلتها، فمن يتذكر حال الأندية ماليًا وقبل أعوام بسيطة ويقارنه بالآن سيكتشف أن أدوار الديون قد انقلبت كليًا، فمديون الأمس ثري اليوم، ومديون اليوم ثري الأمس،
التناقضات هي ما تصنع مثل هذه المقالات لأن القارئ يريد أن يستند على المعقول، ومن غير المنطق أن نقرأ في أسبوع عن المديونيات ثم نفاجأ بلاعب تقتحم قيمته خانة المئات، فكيف نقنع المشجع أن “فائض” اليوم كان بالأمس دينًا في أسبوع وبين سبت واثنين
في الأهلي لا نطالب النفيعي بأكثر من علاج الأهلاويين من كوفيد التوازن المالي والذي نقلته الإدارات السابقة، وحبذا تحصينهم بجرعات من التهور المالي والذي لم يلحق الضرر بغيرهم دون إبلاغ أو شكوى خصوصًا ونحن نشاهدهم يأخذون الجرعة تلو الأخرى.