الأهلي.. إلى أين؟
يعيش النادي الأهلي - مؤخرًا - حالة من “الضياع” و”التردد” و”التوجس” وانعدام “رؤية شمولية” للنهوض بهذا “العملاق” الرياضي، وإعادته إلى المسار “الصحيح” حتى لا نقول عودته “بطلًا”..!
جماهير الأهلي، على اختلاف مشاربها وهواجسها، تمر هي الأخرى بقدر متزايد من الخوف.. والانتظار.. والتذمر نتيجة الأوضاع التي يمر بها هذا الصرح، في ظل عدم قدرته على فرض وجوده وهيبته على الساحة الكروية السعودية.. المفعمة بالإثارة.. والمنافسة الشرسة والتحديات..!
هل “جفت ينابيع” الأهلي التقليدية.. “ونضبت جعبته الشرفية”.. عن الابتكار .. والتجرد.. والطموحات المشروعة؟ حيث توالت على الأهلي “إدارات” متعددة، حاولت.. - على استحياء - العودة إلى مسار “المشاركة الفعالة”، ومقارعة المنافسين على البطولات السعودية، ناهيك عن البطولات الخارجية، وهي ساحة منافسة تزدحم وتذخر بكثير من العناصر الأجنبية، التي أضافت إثارة وقوة وتميزًا، خاصة في مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وهي مسابقة كروية متطورة باستمرار، وذات وهج رياضي وجماهيري ومجتمعي قوي، وتحظي بدعم حكومي غير مسبوق.
أين هو موقع الأهلي من هذا المشهد التنافسي؟ سؤال تطرحه الجماهير الأهلاوية، وهي ترى فريقها يتراجع كثيرًا في سلم الترتيب والمنافسة بشكل غريب عجيب..!!
ما حدث ويحدث لفريق كرة القدم الأهلاوي، والنادي بعامة، جاء نتيجة لتراكم “الأخطاء” الإدارية والفنية، والفشل في استقطاب عناصر مميزة ومؤثرة، والتغيرات الإدارية المتعاقبة، مما أثر على الاستقرار والانسجام والثقة بالنفس، ناهيك عن تداخل عوامل وعناصر تفتقر للخبرات الفنية والإدارية والتدريبية الضرورية..!
توالى على الأهلي - في السنوات القليلة الماضية - أكثر من خمس إدارات وثمانية مدربين.. وعشرات اللاعبين الأجانب والمحليين، و”دستة” مدراء كرة، ومتاهات هائلة من عدم الاستقرار وانعدام العمل المنهجي المنظم، وتزعزع الثقة بالنفس، رغم أن بعض هذه الإدارات حاولت “إصلاح” الوضع على استحياء.. ولكن هيهات فقد استمر زحف الجفاف الأهلاوي ليقض مضاجع محبيه..!
لست في وارد إلقاء “التبعة” على أحد بعينه، كونها مسؤولية مشتركة.
وعودة الأهلي إلى مكانه التفاعلي المرموق في حاجة إلى توجهات وإرادة سليمة وقوية، واستقرار إداري وتدريبي وعناصري متميز، والتخلي عن محاولات “تعلم الحلاقة” في رؤس “اليتامى” والكف عن محاولات “الإقصاء المتبادل”! التي دفع الأهلي أثمانها باهظة خلال السنوات القليلة الماضية، والتخلي عن عمليات استقطاب “أنصاف” اللاعبين وأسوأ المدربين وأنصاف “الإداريين”!! فبفضل هؤلاء يعيش الأهلي واقعًا مريرًا..!
ليس من المبالغة القول بأنه قد آن الأوان لكي يتخلى الأهلاويون عن “الأبراج” العاجية، والعودة الجادة سريعًا لرأب التصدعات، ونبذ الخلافات.. من أجل الأهلي.. والأهلي فقط.. فهل أنتم فاعلون..؟! خاصة وأن القادم قد يكون أسوأ مما يظن كثيرون!.