2021-07-18 | 20:28 مقالات

رؤساء الأندية.. كفاءات أم حظوة؟!

مشاركة الخبر      

رئيس النادي الرياضي هو العنوان الأبرز لناديه، والمؤتمن على مصالحه، وزيادة موارده وتوالي بطولاته، واتساع جماهيريته وتطوره، هذا إذا أحسنا الظن، وتجاهلنا “عوامل” الصلف والعنت!
قليل هم رؤساء الأندية الرياضية، الذين يحظون بشرف الحصول على البطولات والكؤوس والأوسمة والأمجاد دون تبعات جانبية ووخزات!
وغالبًا ما يتم اختيار رؤساء الأندية عن طريق جمعياتها العمومية، وقد يكون رئيس النادي ميسورًا فيمنح ناديه فرصًا أكبر لاستقطاب النجوم، وضمهم إلى ناديه، رغم أن معظم الرؤساء يعملون في إطار موارد النادي الذاتية، أو الهبات والتبرعات.. والدعم الرسمي.
رئيس النادي هو صاحب المجد الأكبر والأكثر شهرة بعد المدرب واللاعبين في تحقيق البطولات “ويأتي بالمرتبة الثانية بعد المدرب في تحمل تبعات الهزائم والفشل والإخفاق، ومواجهة الجماهير المتأججة”.
بعض رؤساء الأندية، رجال أعمال أو باحثون عن الشهرة، وهذا أمر طبيعي في عالمنا!
هناك أندية قليلة تبحث عن ذوي الخبرة الرياضية والقيادية والإدارية، وأخرى تفضل ذوي الأموال والجاه والحظوة، وأخيرًا أصبحت العملية اختيارًا “لأحدهم” حتى وإن كان بلا مؤهلات أو تاريخ رياضي أو خبرات كافية أو حتى أموال للدعم!
أنديتنا تتنازعها خيارات رئاسية متعددة، فبعضها يفضل الخبرة والمؤهلات والسجل الرياضي المميز، وآخرون يرون أن رؤوس الأموال هي “جوهر” العملية الرئاسية برمتها.
أنديتنا “تترنح” بين المطرقة والسندان! فهل تختار رئيسًا من ذوي الكفاءة والخبرات، أم تفضل ذوي الأملاك ورؤس المال والحظوة والقبول؟!خيارات متناقضة، ومع ذلك فإن بعض الأندية تركز على اختيار ذوي الثقة، وتفضلهم على ذوي الكفاءة، أو بالأحرى ذوي “الطاعة والولاء” على الأكفأ إداريًا وعلميًا!أنديتنا بمعظمها تختار رؤساءها وفقًا لقناعات أو انطباعات شخصية، قبل أن تكون خياراتها قائمة على الكفاءة والقدرات.
ضمن الخيارين تأرجحت مكانة ونتائج أنديتنا، وأصبحت تفتقر إلى الاستقرار الإداري، وجنحت إلى “تغيير” رؤسائها بوتيرة مذهلة، وذلك خيار غالبًا ما يقود إلى الفوضى، وعدم الاستقرار الإداري والفني والمالي، وانعدام الثقة، وتبادل التهم والإخفاقات!
إن معدل الأعوام التي يقضيها معظم رؤساء أنديتنا المنتخبين في مناصبهم منخفض نسبيًا مقارنة بالأندية الأوروبية، خاصة أن استمرارية رؤساء الأندية في مناصبهم تعتمد على “رضا” “ذوي الشأن والمال”، ويقوم هؤلاء بتسيير الأندية “بالوكالة”، ولا يتحملون أدنى مسؤولية في الإخفاقات المتكررة، ويدرك “المراقبون” أن أوضاع رئاسة الأندية قد تغيرت فيما يتعلق بالمهام والالتزامات والديون، التي أصبحت عبئًا على مقدراتها وبرامجها، جراء سياسات إدارية مرتجلة، وكلفة عقود اللاعبين، ومن دون أدنى مسؤولية “فعلية” على هؤلاء الرؤساء “وداعميهم” من التزامات وتعهدات، فالثغرات عدة وفي حاجة إلى المعالجة، حفاظًا على أنديتنا ومواقفها القانونية والمالية، وهي قضية قد تعرقل مسيرة بعض الأندية، وتجعل كثيرين يحجمون عن الترشح لرئاستها.