2021-07-27 | 20:38 مقالات

مفاهيم وأهواء

مشاركة الخبر      

دائمًا ما نسمع في وسطنا الرياضي الكثير من المفاهيم الخاطئة التي يذهب ضحيتها جهلًا الكثير ممن ينتمون إلى هذا الوسط سواء كانوا إعلاميين أو إداريين أو حتى لاعبين ووكلاء لاعبين والمحبط في الأمر أن من يقع على عاتقهم تصحيح هذه المفاهيم يكرسون لها.
اللاعب الأجنبي حينما يطالب بحقوقه ويمتنع عن اللعب يجد من يدعمه ويلقي باللوم على الإدارة في عدم الوفاء بالتزاماتها تجاهه إلا أن الأمر يختلف كليًا حينما يمتعض اللاعب المحلي فيوصف بعدم الوفاء ليس على مستوى الجماهير بل وحتى الإعلام وفي كل المنابر.
ولعل مفردة “سمسرة” هي الأكثر تداولًا داخل الوسطين الإعلامي والجماهيري لدرجة التحريم والتجريم لكل من يبحث عن حق هو في الأصل حق “شرعي” ليس فقط في الرياضة بل في كل أوجه وتعاملات الحياة الأخرى ما لم تؤخذ من الأبواب الخلفية وبعلم كل الأطراف.
وسطنا الرياضي “جماهيريًا وإعلاميًا” لم يستوعب بعد أن البحث عن الخبر هو جزء من صلب العمل الإعلامي ومع هذا تراهم يصفون إعلام الخبر “بالمصدرجية” ظنًا منهم أن هذا العمل مسيء غير مدركين أن هؤلاء الإعلاميين مطالبون في مؤسساتهم الصحفية بالأخبار.
المشكلة لا تقف عند حدود الإنكار على بعض إعلام الخبر القيام بواجبه بل إن جل الجماهير لم تفطن بعد إلى أنه من المستحيل التعتيم في زمن ثورة التواصل ناهيك عن مصادر الخبر التي تتجاوز في التعاقد النادي إلى اللاعب ووكيله وزملائه وأهله وإعلام دولته أيضًا.
قاتل الله المصدرجية والسماسرة عبارات جهل تخرج من أفواه لو حكمت العقل لما حرمت حلالًا ولما “شيطنت” عملًا صحافيًا دون مسوغ ديني أو حتى أخلاقي، والغريب أنك لو فتشت في كل حسابات التواصل لوجدت الجميع يقرعهم فمن هم إذًا إذا كان الجميع يرفضهم
في عرف التعاقدات لدى إعلامنا وجماهيرنا بل وأنديتنا يجوز للاعب الأجنبي أخذ ما يفوق قيمته السوقية ليلعب لدينا ويذهب بربع ما ندفعه لغيرنا، وفي عرفهم لا يحق للاعب المحلي أن يطلب ريالًا فوق قيمته الحقيقية وإذا ما طلب علقت له المشانق “انقلع أو وافق”
تجاوزنا في مفاهيمنا كل الأحداث إلى الآراء فهل وصلكم خبر إعلامي تتدخل المؤسسة الرياضية مرارًا لإنقاذ ناديه ثم يسأل من أين لذلك النادي ثمن تعاقداته، هناك يبكى على الهواء وهنا يسأل نادٍ أعياه المرض من أين لك ثمن الدواء ومفاهيم تحكمها الغوغاء والأهواء؟!