حاسبوا اللاعبين
ومدربهم
لم أكن أتوقع أن يتجاوز ماجد النفيعي مرحلة البدايات في الأهلي بعد أن صُدم بأرقام مديونية كبيرة، وقضايا “مشعترة” هنا وهناك، وابتعاد تام لكل المقتدرين على الدعم عن الوقوف مع النادي في أزمته.
توقعت أن يرفع المنديل، ويعلن الانسحاب، ولو فعلها لن يلومه أحد، لكنه فاجأنا بعمل نوعي مختلف، وعلى مسارين مختلفين. المسار الأول حل الديون، والمسار الثاني حلحلة القضايا مع لاعبين ووكلاء وشركات وغيرها.
نجح في المسارين، ودخل على خط ثالث وهو تعزيز قدرات فريقه بتعاقدات نوعية. كل هذه المسارات كانت تتم والرجل صامت لا يتحدث إلا من خلال تغريدات مختصرة، يشخِّص فيها بعض الآراء، أو يبث البشرى لجماهيره بتعاقد في “الخميس الونيس”.
النفيعي لم يغيِّر جلد الأهلي، الذي تم سحبه على الشوك في الموسم الماضي، ولم يعِد للفريق كرامته التي سُلبت على أرض الملعب في موسم “أغبر”، لم يشهد النادي مثيلًا له منذ تأسيسه، وإنما فعل أكثر من ذلك بأن وضع في الملعب فريقًا قويًّا، يستطيع أن يقول كلمته، ويبقى التوفيق بعد ذلك بيد الله.
حالة الشغف التي يعيشها جمهور الأهلي حاليًّا في انتظار مباريات الفريق، وعدد الحضور في اللقاء الأول أمام الفيصلي مزايا افتقدها النادي منذ أكثر من موسم، وعادت مع النفيعي، الذي عمل في فترة قصيرة ما لم يفعله غيره في سنوات.
بعضهم يرى أن حالة الرضا التي يقدمها جمهور الأهلي للنفيعي وإدارته، والغزل المتبادل بين الطرفين فيه مبالغة واستعجال، وأن عليهم انتظار نتائج المباريات قبل الحكم بنجاح عمل الرجل من عدمه، وهذا الرأي فيه إجحاف وقصور في حق النفيعي، لأن دور أي إدارة هي توفير المتطلبات الفنية بجودة عالية، ويبقى الدور بعد ذلك على اللاعبين والأجهزة الفنية لترجمة هذا العمل إلى واقع فني على أرض الملعب، وهذا ما تنتظره جماهير الأهلي من فريقها الجديد لمسح “عار” موسم ماض، كان فيه الفريق متوفى دماغيًّا وفنيًّا وإداريًّا، وهذا ما يجب أن يفعله رفقاء باولينهو في الملعب، فالمنافسة تحتاج إلى مَن يتحمَّل المسؤولية، ويشعر بإحساس المدرج، ويترجم عمل الإدارة وجهودها إلى أفعال، وإن حدث أي تعثر للفريق، فأسهم النقد يجب أن توجه إلى اللاعبين ومدربهم قبل أي أحد آخر، فالكرة أصبحت في ملعبهم، وهم مَن يتحمَّل مسؤولية الإخفاق إن حدث، وإن كسبوا فهذا دورهم ومهمتهم.