بيان
منتصف الليل
منذ العام 2017 والأهلي يعيش دوامة الانهيار التدريجي بعد أن كان النادي الأكثر استقرارًا وتماسكًا على جميع المستويات الإدارية والمالية والشرفية والجماهيرية، ناهيك عن السطوة الفنية بما يملكه من لاعبين أجانب ومحليين، وقصة من زمن الأولين.
أهلي اليوم لم يصل إلى ما هو عليه الآن بمحض الصدفة، بل هو المصير المحتوم والمكان، الذي اختير له بعناية، وما زال القارئ للمشهد التنافسي بين أنديتنا يراهن على أن عقوبات الأهلي لم تنته بعد وأن جراب الحاوي يحمل للأهلي الكثير من المفاجئات و”البلاوي”.
ما أشبه بيان النفيعي الأخير حول الحوكمة وحرمان ناديه من مخصصاته المالية ببيان الفجر الشهير، الذي كتبه الأمير خالد على خلفية التحكيم، وأشياء أخرى، والتي تم بها حرمان الأهلي من التنافس في عهد سابق، هو تاريخ يعيد كتابة أوراقه الحاقد الحانق ذاته.
الأهلي، الذي قيل إن وسطه يغذي مجموعة أندية، هو الأهلي، الذي حرم من التسجيل من أجل حفنة ألوف، وهو الأهلي ذاته، الذي يتذيل ترتيب التزامات الحوكمة، التي تقشف من أجلها، ولم يشفع هذا له ولأبنائه بقليل من الكسب، فحرم المال مع ركب التعاقدات حتى الإقفال.
سبق وكتبت، وفي كثير من آرائي السابقة، أن عملية صهر الأهلي بدأت فعليًا من العام 2017 بهدف إعادة هيكلة التنافس، وأن اجتهادات إدارة الأهلي لإعادة ناديها تصطدم بسؤال محير مفاده كيف لمن تصدر الحوكمة قبل شهر أن يعلن رسوبه اليوم أن لم يكن القهر؟
عقوبات الأهلي لم تنته بعد عبارة تؤكدها حالة التهميش، الذي يلقاه الأهلي وإدارته وفوارق الاستجابة بين الأهلي وأقرانه من الأندية المنافسة “سابقًا” ماليًا ورسميًا هناك خزائن مفتوحة وفرق طوارئ وتدخل سريع، وهنا خبز ناشف وإهمال وكثير من التقريع.
هل النفيعي، الذي اختارته جماهير الأهلي وأعلامه وكثير من رجاله، يحظى بالقبول أم أنه غير مرغوب فيه ليعامل بهذا القدر من التهميش؟ سؤال مهم ويؤكد على الرغبة في انتشال الأهلي واستقراره من عدمها، بل هي الرسالة للأهلاويين “تمسكوا بماجد رغم كل حاقد”.
كل الأندية تعيش مشاكل الداخل إلا الأهلي مشاكله بين داخل وخارج، وما يعاب على الصوت الأهلاوي إعلاميًا وجماهيريًا أنهم مكتفون بتقييم الداخل من جلب مدرب ومن تعاقد مع لاعب، ولكنهم لا يلقون بالًا لخارج وضع للأهلي أنهارًا من الألغام والمتاعب.