2021-10-07 | 22:35 مقالات

تعلموا من الاتحاد

مشاركة الخبر      

في علم الإدارة هناك ما يسمى بإدارة الأزمات، هذه الجهة، التي تُعين من أفراد يتشكلون من داخل المجلس، وعدد آخر من خارجه، مهمتهم مؤقته وطارئة، لتدارك وضع تمر به المنشأة. وتستعين فيه بأشخاص يراقبون الوضع من الخارج، ولديهم إلمام بالوضع الداخلي للنادي، ويملكون القدرة على المساعدة وتقديم الحلول. وقد تكون كذلك بقرارات تغيير داخلية في مفاصل اتخاذ القرار.
في الاتحاد، مثلًا، ضربت الأزمة النادي الوقور في “مقتل” قبل ثلاث سنوات، وجعلته يتراجع إلى مراكز لا تليق بتاريخه، ولم تفلح محاولات الإصلاح الوقتي لتدارك الوضع، لأن الأدوات نفسها، التي كانت هي المشكلة، كان يعتمد عليها لإيجاد الحل.
عندها استعانت الإدارة بمدير رياضي صاحب خبرة، وهو حامد البلوي، واستمعت لآراء الناصحين المحبين، وفتحت الباب لرحيل عدد من اللاعبين، الذين لم يرتقوا لارتداء شعار العميد، وبدأت بعدها عملية ترميم ممنهجة للتعاقد مع لاعبين مميزين، ووفق الاحتياج والمراكز، التي يشتكي منها جسد الفريق.
العملية لم تكن معقدة، ولم تكن تحتاج لأكثر من رجال مخلصين وفنيين فاهمين، ومعها بدأت عملية التصحيح فنيًا بعمود فقري هو الأفضل حاليًا في الدوري السعودي.
غروهي يستمر رغم بدايته، التي سادتها الضبابية حول إصابته والتعاقد مع قلب دفاع وقائد للمنظومة وهو الهرم المصري حجازي، واستمرار المقاتل وقاتل الهجمات كريم العطاء الأحمدي. وثنائي خطير ويصنع الفارق في المقدمة كورنادو ورومارينهو. مع الإبقاء على العناصر المحلية المميزة سعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي والعبود والبيشي. هذه المنظومة صنعت فريق الاتحاد الحالي، الذي يتربع على الصدارة.
الاتحاد لا يفرق كثيرًا عن الأهلي من حيث المطالبات المالية والديون، لكنه تفوق عليه بأنه عرف مشكلته الفنية والعناصرية والإدارية، وحلها بما يخدم مرحلة التصحيح والعودة، وهذا ما افتقده الأهلي، الذي خرج من “جرف” ليجد نفسه في “دحديرة”، فهو لم يسلم من مشكلات الديون، ولم يحل مشكلاته الفنية، وضاع بين أحادية الرأي وتفرد القرار، وهنا مشكلة أخرى، فإن لم تعترف بأن لديك خللًا في منظومة العمل، وأنك أسأت اختيار عناصر الإحلال، ولم تحافظ على ميتريتا، ولم تحضر أفضل منه، ولم تتعاقد مع مدير فني مناسب، فهذا يعني أنك أخطأت في كل قراراتك، ومسألة أن تناور لكسب المزيد من الوقت، يعني أيضًا أنك تنتظر المزيد من الخسائر. وقد تصل لمرحلة لا ينفع معها أي حلول أو تدارك الوضع.