الهلال
يتمدد آسيويّا
وصول الهلال لنهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في ستة مواسم في أبسط تفسيراته أنه هيمن على المشهد الكروي في قارة آسيا. تكرار اسم الهلال في قمم البطولة بمواجهة نادٍ أسترالي ياباني كوري جنوبي، يعني أنه بات حجر زاوية منصات التتويج والقميص الأزرق الذي تألفه العين بحيث لا تتشكل مناسبات القارة الكبرى وتصبح لافتة ومهمة، إلا بحضوره.
المشجع الهلالي الذي لا يكف عن التوقع دومًا بفوز فريقه في كل مباراة وأي مناسبة، برر ذلك بالقول “من لا يثق في الهلال لا يستحق أن يشجعه” هذا ما يراه لكن نجاحات الهلال التي ولدتها ثقة جمهوره في حضوره البهي عندما تحوم في سماء النزال والتحديات ويثور غبار المناكفات ليست كلامًا عاطفيًا أو من وحي هوى النفس، بل تتكئ في الأصل على عمل تراكم على مر العقود وتكامل بتوالي الإدارات وأجيال اللاعبين.
الهلال ليس طارئًا على المعترك “الآسيوي” ولا متطفلًا على منصات تتويجه، سنة 1991م كان بطل آسيا للأندية أبطال الدوري حينها كانت هي المسابقة الوحيدة التي ينظمها الاتحاد الآسيوي، وعندما استحدثت مسابقة جديدة هي بطولة كأس الكؤوس نالها ثم أطلق “الآسيوي” بطولته الثالثة كأس “السوبر” ليحقق الهلال جميعها بواقع مرتين لكل واحدة منها، وبعد أن عاد “الآسيوي” مجددًا لما كان عليه نظام بطولاته بحيث تجتمع في واحدة “دوري أبطال آسيا 2003م” حققها الهلال 2019م وهو اليوم ينتظر مواجهة الكوري الجنوبي بيوهانج.
عبور الهلال للنهائي الرابع منذ 2014م كان مختلفًا عن سابقيه، واجه منافسه التقليدي النصر في موقعة لم تخلُ من الإثارة والشحن النفسي الذي بسط نفوذه على عناصر الفريقين، حتى بعد أن أطلق الحكم الأسترالي صافرة النهاية التي صاحبتها مشاهد تلاسن وشجار لم تتعوده مواجهاتهما بهذه الحدة، لكن المباراة أيضًا لم تكن معتادة ولأعاديه بعد أن اكتسبت كل ما يمكن أن يجعلها تاريخية لا تنسى وربما لا تتكرر.
لم يكن أحد من الذين يعلمون ماذا تعني مثل هذه المباراة ينتظر عرضًا مبهرًا ولا سيطرة تامة لأحد الفريقين، الجميع كان يترقب النتيجة النهائية لأنها تجب ما قبلها وتصنع الكثير من الإيجابيات بعدها، خلاف التأهل إلى النهائي وفرصة المنافسة على إحرازه، من ذلك فاز الهلال بالمهم والأهم وأطاح عناصره بكل السيناريوهات المخيفة المحتملة، بينما تبددت أحلام النصر لأنها لم تبن على تصورات حقيقية.