«جيل
الهلال الذهبي»
في الهلال ثقافة راسخة جعلته زعيمًا لأكبر قارات المعمورة، وهي أن الكيان أولًا وأخيرًا ولا أحد قبله ولا بعده وقد يختلف مسيروه وعشاقه فيما بينهم ويتفقون على تقديم مصلحته قبل مصالحهم، وفيه - أي الهلال - لا رمزية ولا أسطورة فالرموز كثر والأساطير أكثر والزعيم عندهم هو الرمز وهو الأسطورة.
هذه الثقافة جعلته ينافس على كل البطولات ويحققها ولم يتبق له سوى بطولة أندية العالم، وإن كنت أراها “صعبة قوية” لكنها البطولة الوحيدة التي شارك بها الهلال ولم يحققها، في حين رضخت الباقيات ودانت لهيمنته وسطوته التاريخية.
في الهلال لا يوجد جيل ذهبي، فمنذ تأسيسه على يد الشيخ عبد الرحمن بن سعيد ـ رحمه الله ـ والأجيال الذهبية تتعاقب عليه وكل جيل يسلّم “راية العز” للجيل الذي يليه حتى أصبح له “أجيال ذهبية” وليس جيل واحد يتغنى به عشاق الأندية الأخرى.
في جيل الهلال الحالي “جيل سالم وسلمان” باتت الفرصة سانحة لتسجيل أسمائهم بمداد من ذهب حين يلتقون بـ”بوهانج ستيلرز” الكوري الجنوبي على نهائي دوري أبطال آسيا فالفوز بها فض للشراكة مع ذات الفريق والتفرد بها كأكثر فريق تحقيقًا للبطولة الأقوى قاريًا.
وهي فرصة سانحة لهذا الجيل لتسجيل أنفسهم وترسيخ أسمائهم في قائمة أجيال الهلال الذهبية بجوار أساطير عملاقة كسامي والنعيمة والثنيان والتمياط والدعيع وغيرهم الكثير، بالإضافة للمواصلة في تحقيق بقية البطولات فما زال مشوارهم مع الفريق ممتد لأكثر من ثلاث سنوات على أقل تقدير.
وبعد أن أصبحت “الآسيوية سهلة” على لاعبي الهلال بعد أن كسروا العقدة قبل موسمين، وبات حضورهم في المباريات هادئًا وبتركيز عال فاختفى التسرّع والارتباك والتشنج بدليل أنهم وبعد أن تأهلوا من الباب الضيّق استطاعوا العودة بقوة ونجحوا في هزيمة ثلاث فرق متصدرة للمجموعات، بدءًا من الاستقلال العنيد مرورًا ببيروزي القوي وانتهاء بالنصر الغريم.
هذا الجيل أمامه فرصة عظيمة وسانحة للوصول لأبعد نقطة في المنجزات، فهل يحققونها أم تغلب عليهم لغة التراخي الحالية في الأوساط الزرقاء.
الهاء الرابعة
سيأتيك الذي ترجوهُ يومًا
فلا تعجَل عليهِ وإن تأخّرْ
وإن كبُرَت همومكَ لا تُبالِ
فلُطفُ الله في الآفاقِ أكبر.