2021-11-11 | 20:17 مقالات

«الست» و«العندليب».. عطو سداح فرصة

مشاركة الخبر      

يردد شاب سعودي مقولة “عط سداح فرصة وتشوف”، ولكن من بيده الفرصة يتردد في منحها بعد أن يدخلها في خانة المستحيلات، فتقص ريشة “طموح” الشاب من جناحيه قبل أن يضعهما على مدرج “العمل”.
قالها الممثل العبقري راشد الشمراني في إحدى روائع طاش عندما طلب من النجمين الكبيرين، عبد الله السدحان وناصر القصبي، منح صقره، الذي أطلق عليه اسم “سداح”، فرصة ليصيد، وبعد إصرار أو إلحاح، كما يحلو نطقها على لسان الزعيم عادل إمام، أخذ الصقر فرصته، لكنه لم يغرز مخالبه في فريسته، وأيضًا وما زاد من “الطقطقة” الطاشية حينها أن سداح لم يعد أيضًا.
هذا المثل المدرج في بند الكوميديا يردده الكثير من الشباب السعوديين، لكن الغالبية منهم يعودون بصيد وافر، فهم حصلوا على ثقة كبيرة في السنوات الأخيرة، التي كانت تسبب أزمة في زمنٍ مضى عطفًا.
ترجم شبابنا إمكاناتهم وقدراتهم على أرض الواقع، وبرهنوا بأنهم صقور جارحة عندما يحين وقت العمل، ويتلذذون بطعم الإنجاز، وأخفوا جملة “متى ينتهي الدوام؟!”، التي كانت مسيطرة على جيل سابق، الذي يتعامل مع الوظيفة على أنها مصدر للرزق، وليس منبعًا للإبداع، وتحقيق الطموحات.
زرت مسرح أم كلثوم والعندليب في البوليفارد، ويأتيان ضمن فعاليات موسم الرياض في نسخته الثانية، وتسمرت أمام الإبداع في كل تفاصيل العرض المسرحي، وما صاحبه من عروض للمقتنيات الخاصة لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وبالفعل يكاد يكون العرض الأفضل في تاريخهما بشهادة المقربين منهما.
سألت عن “الخواجة”، الذي أخرج لنا هذه التحفة الفنية، التي ستبقى طويلًا في ذاكرة الزوار، فجاء الجواب بأنهم شباب سعوديون لم يتجاوزوا الثلاينيات من عمرهم.. وبحسبة بسيطة لم تفتح أعينهم في زمن أم كلثوم وعبد الحليم، ورغم ذلك صنعوا ما عجز عنه من عاصروهما.
في دردشة بسيطة مع الشباب السعوديين المنجزين للعمل التاريخي عرفت بأن المسرحين تم تجهيزهما في أقل من 80 يومًا، وهو رقم كنا في السابق لا بد من وضعه في خانة المئات لينجز العمل.
لذا كل الشكر لكل من عمل على هذا المنجز والعمل التاريخي بأيادٍ سعودية يحكي سيرة أساطير عربية بصيغة عالمية.
شبابنا.. صقور في الميدان، متى ما منحوا الفرصة، وحافظوا عليها، والشكر لكل مسؤول منحهم الثقة، وتخلص من عقدة “الأجنبي”.