2021-11-14 | 22:55 مقالات

«بحر جدة.. شاقني»

مشاركة الخبر      

جدة التاريخية.. “قلب” نابض، ومشهد بانورامي.. “ساحرة”.. “ساهرة”.. حيث “العشاق والسمار”.. مشاهدها تترى.. ومكارمها تُجزى.. بحرها بعشرة أنهر، وأهلها بحارة وتجار، ومساجدها عامرة بالأذكار.
موقع تراثي عالمي أهداها سمو ولي العهد مشروعًا تطويرًا وتراثيًا فريدًا.. وهي مشهد تاريخي سياحي، تصنع الأحداث.. تسعدك.. بمشاهدها.. وخفايا ماضٍ تليد.. وحاضر سعودي رغيد.
تحتضنك مهرجاناتها، ويتوافد عليها ملايين الحجاج، والزوار، والسياح، من كل فج عميق ليؤدوا مناسك لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات،
موسمها رباني، وعبقها روحاني، موطئ للحج والعمرة، والزيارة الشريفة.. والسياحة، ومشاهدة بيوتها الأثرية.. وارتياد أسواقها الشعبية، ونظيرتها العصرية، وتناول مأكولات هنية، من التقاطيع الجداوية، والكباب والمبشور، والمطبق والرأس المندي، والأسماك، وتعتيمتها الحجازية، متجولًا بكورنيشها وشواطئها الحالمة.
في “بحر العيون”.. “طلة”، وغمزة.. بحرها “اللي” شاقني”، بحرها الأزلي، وأُبحُرِها الفتي. تطوفها سعيدًا بمعالم تحتضنها مدينتنا الساهرة.
حيوية ونماء، وشواطئ تعج بالسياح والمركبات والجائلين. مدينة عريقة، انضمت إلى قائمة التراث العالمي، فغدت مقصدًا عالميًا، ومزارًا جذابًا، ومطاعم شعبية، ومحلات تجارية فريدة، وحارات عريقة، تتميز باعتدال أسعارها، وتعدد سلعها. وتشتهر بأسواقها، “الخاسكية، وقابل والبنط، والندى، والأشراف، والبدو، والجامع العتيق.. حيث صلى “ابن عفان” رضي الله عنه.
مساجدها وزواياها وكتاتيبها تشع بالنور والإيمان.. يتقدمها الشافعي، والحنفي والمعمار وعكاش. زواياها عريقة، عامرة بذكر الله. كتاتيبها نور واستنار، وعلوم وشطارة. “والفلاح”، حيث نفحها “ابن زينل” “حظًا” من العلوم والمعارف.
حياتها الاجتماعية راقية.. حِرفها متعددة.. بحارة وتجارًا، وصاغة وحرفيين، وسبحية، وصنايعية، وفرضة ومعلمين، ونجارين، وطباخين، وحواتين، ووكلاء حجاج وموظفين، “البحر والتجارة والنقل” عنوان الحياة، وميدان العمل.
جدة مَعْلَم الصبر، ومعقل الأهلي والاتحاد والهلال البحري، حيث انطلقت الرياضة والرياضيون، والتجار.. وتجارة مزجاة. والبحر والبحارة. وطوق العيش والنجاة.. مقاعدها ركيزة.. ومراكيزها محط الوافدين والسمار.. وحكايا.. وأخبار وضحكات.. وأشعار.. وبحارة.. وزوار.
مشاهد عامرة بـ “المؤذنين”، حفية بالكتاب والسنة الشريفة، متفوقة بالقراءة والفنون والعلوم.. خادمة الحجيج، أهلها يرحبون.. ويتفانون.. عامرة بثمار البحر.. صيدًا رغدًا.. مع هبوب “الحايات”.. “والهوارى”.. تمخر عباب اليم.. بحثًا عن “ناجل”.. أو “شهوة”.. تسر الآكلين.