«ركزة ونقزة»
التنافس في الرياضة بشكل عام، وكرة القدم خاصةً، المحفِّزُ على حضور الجماهير وتفاعلهم وتعلُّقهم أكثر بهذه اللعبة، هذا التنافس، الذي يتم وفق إطار لا يخرج عن الذوق العام قولًا، وفعلًا، ولا يعارض قانون اللعبة، ولا يسيء بشكل شخصي إلى المنافس، أراه أمرًا مقبولًا، بل ومطلوبًا لاستمرار الشغف باللعبة.
البحث عن أجواء مثالية في التنافس يجعل من اللعبة “ماسخة”، لا طعم لها، ولا نكهة.
في أجواء ما قبل النهائي الآسيوي، الذي سيخوضه الهلال، هناك متعاطفون غير هلاليين، لهم حساباتهم الخاصة لدعم الفريق في النهائي، ولهم كامل الحق في أن “تبحَّ حناجرهم” دعمًا للأزرق.
في المقابل، هناك أطرافٌ أخرى تقف على “حد الحياد”، أو أكثر من ذلك قليلًا، وهذا يأتي من باب التنافس، و”عدم تمكين منافسي المباشر من أن يكون أفضل مني”.
وفي الحالتين الطرفان على حقٍّ، وهذه إحدى حالات التنافس في كرة القدم في جميع دول العالم.
قبل اللقاء الآسيوي، ما زالت “ركزة” البليهي للعلم وسط ملعب النصر تثير غضب النصراويين، مع أنه تصرفٌ فردي ولحظي، وليست فيه إساءة إلى النصر، ولا يشكِّل إضافةً للهلال، لكنها أشعلت المزيد من نار التنافس التي لا تحرق ولا تخرج عن إطاره. كل ما فعله البليهي أنه سكب قليلًا من الزيت على نار مشتعلة أصلًا منذ أن تدحرجت الكرة بين أقدام لاعبي الفريق قبل عشرات السنين.
وبعد “الركزة” بأيام أشغل الهلال الأهلاويين باحتجاج على إشراك لاعبهم “النقاز “ في اللقاء الذي جمع الفريقين، قبل أن ينتهي بقرار “انضباطي”، رفض فيه الاحتجاج، وتمَّ ثبيت نتيجة التعادل. في هذه الحالة أيضًا لم يخطئ الهلال طالما أنه بحث عن حقٍّ شرعي له، وهو الاحتجاج، حتى وإن كان لمجرد تسجيل موقف فقط، ولم يخرج الأهلي عن الإطار ذاته وهو يدافع عن قانونية تسجيل لاعبه، الذي كسبه بقرار أنصف عمل إدارته. أيضًا هذه الحادثة، وإن كانت “مكتبيةً”، تدخل في نطاق التنافس الذي سينعكس على لقاءات الفريقين في كافة الألعاب.
وبين “ركزة” البليهي في ملعب النصر، “ونقزة” الهلال من الملعب إلى المكتب، تبقى حالة التنافس مشتعلةً، وخيارات الدعم للمنافس مرتبطةً بتلك الحالتين، وحالات أخرى، وهنا يمكن للقارئ أن يستنتج ويجيب عن السؤال المطروح حاليًّا: من سيصطف مع الهلال ويدعمه في النهائي الآسيوي؟.